قد تمر بعض الأمراض بصمت حتى تصل إلى مراحل متقدمة، لكن سرطان عنق الرحم يترك إشارات دقيقة يمكن التقاطها قبل فوات الأوان، لذا فهم أعراض سرطان عنق الرحم، يُمكّن النساء من طلب الفحص في التوقيت المناسب، وزيادة فرص الشفاء بصورة كبيرة.
في هذا المقال، نشرح الأعراض المبكرة والمتأخرة، والفروق بينها وبين المشكلات الأخرى مثل التهابات المهبل، إضافة إلى طرق التشخيص والعلاج.
أعراض سرطان عنق الرحم المبكرة
بينما تعاني بعض المريضات من أعراض قد تبدو عادية أو بسيطة، نسمع من بعض المريضات الأخريات قولهن: “كانت تجربتي مع سرطان عنق الرحم صعبة للغاية”، ويرجع تفسير هذا الفارق في التمييز بين الأعراض المبكرة والمتأخرة لسرطان عنق الرحم.
تشمل الأعراض المبكرة:
- النزيف المهبلي خارج أوقات الدورة الشهرية، سواء بعد العلاقة الزوجية أو بين الدورات.
- ظهور إفرازات مهبلية غير معتادة تحمل لونًا داكنًا أو رائحة نفاذة.
- آلام خفيفة أو متقطعة في منطقة الحوض دون سبب واضح.
هذه الأعراض قد تبدو بسيطة وعادية، لكنها تزداد أهمية عند استمرارها أو تكرارها.
أعراض سرطان عنق الرحم المتأخرة
عندما يتقدم المرض، تتسع دائرة الأعراض لتشمل:
- نزيف غزير ومتكرر، خصوصًا بعد الجماع أو الفحص المهبلي.
- آلام حادة في منطقة أسفل الظهر أو الحوض.
- صعوبة في التبول أو الإخراج مع وجود دم في البول أو البراز.
- تورم الساقين نتيجة ضغط الورم على الأوعية الدموية.
تشير هذه العلامات غالبًا إلى انتقال السرطان إلى الأنسجة المجاورة أو أعضاء أخرى.
الفرق بين أعراض سرطان عنق الرحم والتهابات المهبل
في بعض الأحيان تقلق المرأة من وجود سرطان عنق الرحم رغم أن الأمر قد يكون متوقفًا على بعض الالتهابات المهبلية، لذا من الضروري التمييز بين هاتين المشكلتين.
التهابات المهبل غالبًا ما تسبب حكة شديدة وإفرازات بيضاء أو صفراء ذات قوام سميك، بينما إفرازات سرطان عنق الرحم تميل إلى اللون البني أو المختلط بالدم.
كما أن آلام سرطان عنق الرحم تكون أعمق وتميل للظهور في منطقة الحوض وأسفل الظهر، بينما ألم الالتهابات يتركز عند فتحة المهبل.
وبصورة عامة، نزيف الالتهابات محدود ونادر الحدوث، في حين يشكل النزيف المتكرر أحد أهم أعراض سرطان عنق الرحم.
وفي النهاية يظل التشخيص الدقيق على أيدي الطبيب المتخصص خطوة لا غنى عنها لتحديد المشكلة بدقة.
أسباب سرطان عنق الرحم
العامل الأبرز للإصابة بهذا النوع من السرطان هو العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهو مرض ينتقل غالبًا عبر الاتصال الجنسي، إلى جانب ذلك، تلعب عوامل أخرى دورًا في زيادة الخطورة مثل:
- التدخين وما يسببه من ضعف في المناعة.
- تعدد الولادات بفترات قصيرة.
- إهمال الفحص الدوري لعنق الرحم.
- التاريخ العائلي للإصابة بالمرض.
تشخيص سرطان عنق الرحم
يبدأ التشخيص المبكر بفحص “مسحة عنق الرحم” الذي يكشف التغيرات الخلوية قبل تحولها إلى ورم.
في حال وجود مؤشرات مشبوهة، يجري الطبيب فحصًا باستخدام منظار عنق الرحم، وقد يأخذ عينة صغيرة (خزعة) للفحص المجهري.
كما قد يلجأ الطبيب أحيانًا للتصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية لتحديد مدى انتشار المرض.
طرق علاج سرطان عنق الرحم
اختيار العلاج يعتمد على مرحلة السرطان وحالة المريضة الصحية، وتشمل أبرز الخيارات:
- استئصال أورام عنق الرحم بالمنظار.
- العلاج الإشعاعي لاستهداف الخلايا السرطانية بدقة.
- العلاج الكيماوي الذي يستخدم مواد دوائية لوقف نمو الخلايا.
- العلاج المناعي في بعض الحالات لمساعدة الجهاز المناعي على محاربة الورم.
هل جميع حالات فيروس HPV تؤدي إلى سرطان عنق الرحم؟
لا، إذ يتغلب الجهاز المناعي على أغلب الإصابات، لكن بعض السلالات عالية الخطورة يمكن أن تسبب تغييرات خلوية تؤدي لاحقًا إلى السرطان.
هل يمكن الوقاية من سرطان عنق الرحم؟
نعم، عبر التطعيم ضد فيروس HPV، والفحص الدوري، ومعالجة أي تغيرات خلوية في وقت مبكر.
الخلاصة..
التعرف إلى أعراض سرطان عنق الرحم يمنح المرأة فرصة ذهبية للوقاية أو الاكتشاف المبكر، وهو ما قد ينقذ حياتها، بينما يؤدي تجاهل هذه الأعراض أو اعتبارها مجرد اضطراب عابر إلى تقدم المرض في صمت، فالمعرفة الدقيقة بالأعراض إذًا ليست مجرد مسألة فضولية، بل خط دفاع أول ضد هذا المرض الصامت.