عملية استئصال جزء من القولون إجراء جراحي يُستَأصل فيه جزء من القولون المصاب بأمراض معينة، مثل التهاب القولون التقرحي أو انسداد الأمعاء، وفي حالة معاناة أعراض اورام القولون أيضًا.
ورغم فاعلية هذه الجراحة إلا أنها قد تنطوي على أعراض جانبية يجب أخذها بعين الاعتبار. في هذا المقال، سنستعرض أبرز أعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون.
أعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون
يواجه المريض آثارًا جانبية وأعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون، بعضها طبيعي ويختفي مع مرور الوقت، بينما يتطلب البعض الآخر متابعة طبية.
وتشمل أعراض ما بعد جراحة استئصال جزء من القولون:
ألم في البطن
يشكو المرضى ألم البطن بسبب الجروح الناتجة عن العملية، وغالبًا ما يكون هذا الألم مؤقتًا وتقل شدته تدريجيًا مع مرور الأيام، خاصةً مع استخدام مسكنات الألم التي يصفها الطبيب.
صعوبة التبرز
قد يعاني المرضى صعوبات في التبرز جرّاء اضطراب حركة الأمعاء بعد العملية، فيُصابون بالإمساك أو الإسهال لعدة أسابيع، ويعود السبب إلى تغيّر طول القولون ومحاولة الجسم التكيف مع وضعه الجديد بعد الجراحة.
الإرهاق والتعب العام
يشعر بعض المرضى بإرهاق عام بعد الجراحة نتيجة فقدان السوائل والمعادن، ونتيجة تأثير التخدير والإجهاد الذي تعرض له الجسم خلال العملية، لذا ينصح بالراحة الكافية وتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات خلال فترة التعافي.
فقدان الشهية والغثيان
يعاني البعض فقدان الشهية وشعور بالغثيان خلال الأيام الأولى بعد الجراحة نتيجة التخدير أو تناول بعض الأدوية بعد العملية، لذا من المهم تناول عدة وجبات صغيرة لمد الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة والحد من الضعف العام.
الغازات والشعور بالانتفاخ
قد يعاني بعض المرضى الانتفاخ وزيادة الغازات نتيجة تغيّر طول القولون ومحاولة الأمعاء للتكيف مع الوضع الجديد. ويمكن التخفيف من هذه الأعراض عبر تناول وجبات خفيفة وتجنب الأطعمة التي تسبب الغازات.
ضعف امتصاص العناصر الغذائية
قد يؤثر استئصال جزء من القولون سلبًا في كفاءة امتصاص بعض الفيتامينات والمعادن، لذا يُنصح بتناول المكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب المتابع.
هل استئصال جزء من القولون خطير؟
يعد استئصال جزء من القولون إجراءً جراحيًا معقدًا، لذا قد ينطوي أحيانًا على بعض المخاطر، التي يمكن تفادي معظمها عبر اللجوء إلى جراح خبير والامتثال لإرشاداته عقب الجراحة.
وتشمل المخاطر المحتملة لجراحة استئصال جزء من القولون ما يلي:
مخاطر تتعلق بالجراحة نفسها
يُعدّ استئصال جزء من القولون إجراء جراحي كبير، وهذا يزيد من المخاطر المحتملة خلال الجراحة أو بعدها، ومن أمثلة تلك المخاطر: حدوث عدوى أو النزيف أو تجلط الدم.
حدوث انسداد معوي
قد يصاب المريض بانسداد معوي نتيجة للندبات أو الالتصاقات التي تتكون في الأمعاء بعد الجراحة، وهو ما يُعدّ من المضاعفات الخطيرة التي تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا.
التسريب من الأمعاء
بعد استئصال جزء من القولون يعيد الجراح توصيل الأمعاء، لذا قد يحدث أحيانًا تسريب في منطقة الوصل، ويستلزم هذا الأمر تدخلًا طبيًا عاجلاً.
الإصابة بالفتق
قد يتكون فتق في منطقة الجراحة بسبب ضعف عضلات البطن، لذا ينبغي إخبار الطبيب فور ظهور أي تورّم أو كتلة في منطقة البطن.
نصائح للتعافي بعد استئصال جزء من القولون وتجنب المخاطر
يحتاج المريض إلى فترة تعافي تتراوح بين عدة أسابيع إلى أشهر بعد استئصال جزء من القولون. وهذه بعض النصائح للمساعدة في التعافي سريعًا من أعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون:
الالتزام بتعليمات الطبيب بشأن الأدوية والعناية بالجروح
من المهم الالتزام بتعليمات الطبيب المتعلقة بتناول الأدوية، بما في ذلك المضادات الحيوية ومسكنات الألم، إذ تساعد هذه الأدوية في الوقاية من العدوى وتخفيف الألم.
ونؤكد أيضًا على ضرورة تغيير الضمادات حسب التوجيهات الطبية للحفاظ على نظافة الجرح ومنع إصابته بالعدوى.
الراحة
يجب أن يحصل المريض على قسط كافٍ من الراحة خلال الأسابيع الأولى بعد عملية استئصال سرطان القولون (أو استئصال جزء من القولون)، وأن يتجنب ممارسة الأنشطة البدنية الشاقة أو رفع الأوزان الثقيلة التي تُشكّل ضغطًا على منطقة البطن.
بالإضافة لما سبق، من المهم البدء تدريجيًا في ممارسة الأنشطة خفيفة مثل المشي للمساعدة على تنشيط الدورة الدموية والوقاية من تَكَوُّن الجلطات الدموية، وأيضًا تحسين حركة الأمعاء.
اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن
يجب على المريض اتباع نظام غذائي متوازن يشتمل على البروتينات الضرورية لتسريع التعافي من أعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون، ويشتمل -أيضًا- على لفيتامينات والمعادن لتقوية جهاز المناعة.
شرب كميات كافية من السوائل
يُعد شرب الماء بكميات كافية أمرًا مهمًا عقب جراحة استئصال جزء من القولون، إذ يساعد على الوقاية من الإمساك، لذا يُنصح بشرب ما لا يقل عن 8- 10 أكواب من الماء يوميًا، بجانب تناول العصائر الطبيعية الغنية بالفيتامينات.
تجنب التدخين
يعد التدخين من العادات السيئة التي تؤثر سلبًا في عملية التعافي بعد الجراحة، إذ يزيد من خطر الإصابة بالعدوى ويبطئ من شفاء جروح العملية، لذلك ينبغي للمريض الإقلاع عنه خلال فترة التعافي.
الابتعاد عن التوتر والضغط النفسي
تؤدي أعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون الشعور بالتوتر والضغط النفسي، وهو ما يؤثر سلبًا في عملية التعافي، لذلك يُنصح بمحاولة تحسين الحالة النفسية العامة قدر الإمكان، والابتعاد عن مصادر التوتر والقلق.
وفي الأخير، إن كان لديك أي استفسار بشأن أعراض ما بعد عملية استئصال جزء من القولون، فننصحك بزيارة الدكتور عادل فتحي، أستاذ جراحة الأورام والمناظير، ونائب مدير مركز الأورام التابع لجامعة المنصورة.
للحجز والاستفسار تواصلوا معنا من خلال الأرقام الموضحة او من خلال الواتساب في موقعنا الإلكتروني.