تزداد في الآونة الأخيرة نسب ظهور الأمراض السرطانية، جرّاء نمط الحياة غير الصحي الذي يحياه أغلبنا، وأحد أنواع هذه السرطانات هو أورام المثانة الخبيثة.
فقد وُجد أن أورام المثانة الخبيثة تمثل نحو 10% من إجمالي نسبة الإصابة بأنواع السرطانات المختلفة في مصر، لذا حرصنا على إيضاح مزيد من المعلومات الطبية الموثوقة بشأن أعراض أورام المثانة وسبل الوقاية منها، وأيضًا الخيارات العلاجية المتاحة عند الإصابة بها لا قدر الله.
ما الذي يسبب الإصابة بأورام المثانة الخبيثة؟
تنشأ أورام المثانة الخبيثة بصورة أساسية نتيجة للتغيرات الجينية التي تحدث في خلايا المثانة، إذ تتكاثر بصورة غير منضبطة مما يؤدي إلى تكون الأورام.
في الحقيقة، لا تزال الأسباب الدقيقة لحدوث سرطان المثانة غير معروفة، لكن هناك عوامل تزيد من احتمالية حدوث هذه الطفرات الجينية، وتشمل ما يلي:
- التدخين
ويعد أحد أكبر العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان المثانة، لأن المواد الكيميائية الضارة في دخان التبغ تدخل مجرى الدم ثم تترشح في البول، مما يزيد من خطر تلف خلايا المثانة.
- التعرض للمواد الكيميائية
قد يتعرض البعض للمواد الكيميائية الضارة، مثل تلك المستخدمة في صناعات الطلاء والأنسجة والبلاستيك نظرًا لطبيعة عمله، ما يزيد من خطر إصابتهم بسرطان المثانة.
- التهابات المثانة المزمنة
يمكن للالتهابات المتكررة أو المزمنة في المثانة أن تؤدي إلى حدوث تغيرات في خلاياها من ثم زيادة خطر الإصابة بالسرطان.
- العمر
يزداد خطر الإصابة بسرطان المثانة مع تقدم العمر.
- الجنس
يعد سرطان المثانة أكثر شيوعًا بين الرجال.
- التاريخ العائلي والوراثي الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من سرطان المثانة أو لديهم بعض التغيرات الجينية الموروثة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة.
ما أنواع الأورام الخبيثة التي قد تصيب المثانة؟
تختلف أنواع الأورام الخبيثة للمثانة، تبعًا لنوع خلايا المثانة المصابة، مثل:
- سرطان الخلايا الانتقالية، وهي الخلايا التي تسمح للمثانة بالتمدد والانكماش لتفريغ البول، ويعد أكثر أنواع أورام المثانة انتشارًا.
- سرطان الخلايا الحرشفية، وينشأ نتيجة تعرض نسيج المثانة للتهيج المزمن والالتهابات.
- السرطان الغُدّي، أي في الخلايا التي تفرز المخاط في المثانة، وهو نوع نادر.
ما أعراض أورام المثانة الخبيثة؟
تختلف أعراض سرطان المثانة بناءً على حجم الورم ومرحلته، وقد لا تظهر أي أعراض في المراحل المبكرة، لكن مع تقدم المرض، قد تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
- وجود دم في البول: وهو أكثر الأعراض شيوعًا لسرطان المثانة، وقد يكون الدم مرئيًا بالعين المجردة أو يُكتشف فقط من خلال الفحوصات المخبرية.
- التبول المتكرر والمؤلم: قد يسبب السرطان تهيج المثانة، مما يؤدي إلى التبول المتكرر أو الشعور بالألم في أثناء التبول.
- الشعور بالحاجة إلى التبول بصورة متكررة، وعدم الإحساس بالراحة أو تفريغ المثانة بالكامل.
- الشعور بآلام أسفل الظهر أو منطقة الحوض.
ولا تختلف أعراض أورام المثانة الحميدة عن الخبيثة كثيرًا، غير أن نسب حدوثها أقل.
طرق تشخيص أورام المثانة الخبيثة
يعتمد الطبيب في تشخيصه الدقيق لسرطان المثانة على مجموعة من الفحوصات والإجراءات التي تهدف إلى تحديد مدى انتشار الورم ومرحلته، وتشمل هذه الإجراءات:
- الفحص السريري والتاريخ الطبي: إذ يناقش الطبيب المريض في تاريخه الطبي ويجري فحصًا بدنيًا شاملًا.
- فحص البول: قد يطلب الطبيب عمل اختبارات بول للكشف عن وجود خلايا سرطانية أو دم في البول.
- الأشعة التشخيصية: مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، أو الأشعة المقطعية، وهي تقنيات تستخدم للحصول على صور مفصلة للمثانة والأنسجة المحيطة بها.
- منظار المثانة: ويجرى عن طريق إدخال أنبوب رفيع يحتوي على كاميرا صغيرة ليصل إلى المثانة عبر الإحليل (الأنبوب الذي يسمح بتمرير البول خارج الجسم)، ما يسمح للطبيب بفحص بطانة المثانة مباشرة وأخذ خزعة (عينة من أنسجتها) إذا لزم الأمر، لتحليلها في المختبر وتحديد وجود خلايا سرطانية.
اقرأ أيضًا: أفضل دكتور جراحة جهاز هضمي في مصر
سبل علاج أورام المثانة الخبيثة المختلفة
تختلف طرق علاج أورام المثانة تبعًا لمرحلة المرض، ونوع الخلايا السرطانية، وصحة المريض العامة، ويهدف العلاج إلى إزالة الورم، ومنع انتشار السرطان، وأيضًا تقليل خطر عودته مرة أخرى، وتتضمن العلاجات الأكثر شيوعًا:
الجراحة
تعد الجراحة هي الخيار الأساسي لعلاج أورام المثانة الخبيثة، وتشمل ما يلي:
- استئصال الورم عبر الإحليل: وهو الإجراء الأكثر شيوعًا لعلاج سرطان المثانة في المراحل المبكرة، إذ يدخل الطبيب منظارًا مزودًا بكاميرا وأدوات جراحية عبر مجرى البول وصولًا إلى المثانة، ويهدف إلى إزالة الأورام الصغيرة أو الخلايا السرطانية الموجودة على بطانة المثانة.
- استئصال المثانة الجذري: ويتضمن إزالة المثانة بالكامل، وقد يزيل الطبيب أيضًا الأعضاء المجاورة مثل البروستاتا في الرجال، والرحم والعقد اللمفاوية المحيطة به في النساء، وذلك للتخلص من الخلايا السرطانية التي غزت الطبقات العميقة للمثانة، وانتشرت إلى الأعضاء المجاورة.
- الجراحة الجزئية للمثانة: إذ يزيل الجراح من المثانة الجزء الذي يحتوي على الورم فقط.اطلع علي استئصال ورم المثانة بالمنظار
العلاج الكيماوي
يستخدم العلاج الكيماوي لقتل الخلايا السرطانية أو تقليل حجم الورم، ويصفه الطبيب قبل الجراحة أو بعدها.
قد يُعطى العلاج الكيماوي موضعيًا داخل المثانة من خلال قسطرة، وقد يؤخذ عن طريق الوريد أو الفم لاستهداف الخلايا السرطانية التي انتشرت خارج المثانة، ويعاني المريض جرّاء العلاج الكيماوي عدة أعراض جانبية مزعجة، مثل:
- الغثيان.
- تساقط الشعر.
- العدوى.
- انخفاض عدد خلايا الدم.
العلاج الإشعاعي
يصف الطبيب العلاج الإشعاعي لاستهداف الخلايا السرطانية المتبقية بعد الجراحة أو تقليص حجم الأورام قبلها، وهو عبارة عن حزمًا عالية الطاقة من الأشعة السينية أو الجسيمات، والتي لها القدرة على قتل الخلايا السرطانية، وقد تشتمل المضاعفات المحتملة للعلاج الإشعاعي على الآتي:
- التهاب المثانة.
- اضطرابات الأمعاء.
- الإعياء.
- تهيج الجلد.
العلاج المناعي
يحفز العلاج المناعي جهاز المناعة بالجسم لمهاجمة الخلايا السرطانية في المثانة، خاصةً في المراحل المتقدمة.
اقرأ أيضًا: الفرق بين الورم الليفي والسرطان في الرحم
الكشف المبكر هو مفتاح الوقاية من أورام المثانة الخبيثة
لا يوجد أي وسيلة مؤكدة للوقاية من سرطان المثانة، ولكن هناك بعض التدابير والنصائح التي قد تقلل من خطر الإصابة، وتشمل:
الإقلاع الفوري عن التدخين
تضر المواد الكيميائية الموجودة في التبغ كافة أعضاء الجسم، وتزيد من نسب حدوث السرطانات، إذ إن المدخنين معرضون للإصابة بسرطان المثانة بنسبة تصل إلى 3-4 مرات أكثر من غير المدخنين، لذا من المهم الإقلاع عن هذه العادة السيئة.
الكشف المبكر
سيساهم كثيرًا الخضوع لفحوصات طبية منتظمة -خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي للإصابة به- للكشف عن سرطان المثانة في مراحله المبكرة، ومن ثم البدء في العلاج وزيادة فرص القضاء عليه.
النظام الغذائي الصحي
تساعد الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات -مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة- في حماية الخلايا من التلف، وتقليل فرص الإصابة بأنواع عديدة من السرطان، ومن المهم تجنب أي أطعمة مصنعة أو غنية بالدهون المشبعة.
ممارسة الرياضة بانتظام
تساهم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في الحفاظ على وزن صحي وتحسين الدورة الدموية وتقليل نسب حدوث التهابات مزمنة، مما يساعد في الوقاية من العديد من الأمراض بما في ذلك السرطان.
احرص دومًا على اتباع النصائح السابقة وتثقيف أسرتك ومن حولك بها، حتى تقلل من نسب الإصابة بالسرطانات، وإن رغبت في الخضوع للكشف المبكر عن سرطان المثانة
تستطيع الاعتماد على الدكتور عادل فتحي، أستاذ جراحة الأورام والمناظير ونائب مدير مركز الأورام بجامعة المنصورة.
للحجز والاستفسار تواصلوا معنا من خلال الأرقام الموضحة او من خلال الواتساب في موقعنا الإلكتروني.