تعد الغدة الدرقية إحدى أهم الغدد الصماء في الجسم، لكن قد يضطر الطبيب إلى إزالتها جّراء إصابتها ببعض الاضطرابات والأمراض، التي تتسبب في ظهور أعراض عديدة.
وقد أصبح استئصال الغدة الدرقية في الآونة الأخيرة أسهل من ذي قبل بفضل استخدام المنظار، ومن ثم لا يلجأ الطبيب لإجراء شق كبير أو يضطر المريض لقضاء فترة تعاف طويلة.
تابع القراءة لمعرفة كيفية استئصال الغدة الدرقية بالمنظار، وما الأسباب التي تدفع الطبيب لأخذ هذا القرار.
لمَ قد يلجأ الطبيب إلى استئصال الغدة الدرقية؟
تعرف الغدة الدرقية بأنها غدة صغيرة على شكل فراشة تقع في مقدمة الرقبة، ولها عديد من الوظائف الحيوية الهامة في الجسم، إذ تفرز هرمونات تساعد في عملية التمثيل الغذائي -أي تحويل الطعام المستهلك إلى طاقة-، مثل معدل نبضات القلب وحرق السعرات الحرارية.
قد يضطر الطبيب إلى استئصال الغدة الدرقية جراحيًا -سواء جزئيًا أو كليًا- في حال الإصابة بأي مما يلي:
- سرطان الغدة الدرقية، ويعد استئصال الغدة الدرقية هو العلاج الرئيسي في هذه الحالة.
- عقيدات الغدة الدرقية (وهو نمو متزايد لخلايا الغدة الدرقية، قد يكون حميدًا أو خبيثًا)، التي قد تفرز هرمونات تؤدي إلى ظهور أعراض، مثل الشعور بالبرد والتعب، والاكتئاب.
- تضخم الغدة الدرقية، وقد يكون مع أو بدون تكوّن للعقيدات، ويتسبب هذا التضخم في الضغط على القصبة الهوائية أو المريء، ومن ثم قد يصبح التنفس أو عملية البلع أمرًا عسيرًا.
- فرط نشاط الغدة الدرقية، وهو حالة مرضية تنتج فيها الغدة هرمونات أكثر من المعتاد، ما يؤدي إلى حدوث اختلال هرموني وظهور عدة أعراض، مثل العصبية ونقص الوزن الشديد، والشعور بالجوع، ويلجأ الطبيب للخيار الجراحي إن لم تستجب الغدة للخيارات العلاجية الأخرى.
ما أنواع استئصال الغدة الدرقية؟
يعتمد نوع استئصال الغدة الدرقية على سبب الخضوع للجراحة، ويوجد نوعان هما:
استئصال جزئي للغدة الدرقية
تتكون الغدة الدرقية من فصين يفصل بينهما برزخ، ويتضمن استئصال الغدة الدرقية الجزئي إزالة بعض الأجزاء من أي منهما، فقد يزيل الطبيب نصف الغدة الدرقية، أو يزيل البرزخ إن أُصيب ببعض الأورام الصغيرة.
استئصال كلي للغدة الدرقية
ويُقصد به استئصال كلي أو شبه كلي لأنسجة الغدة الدرقية كما يحدث في حالات تضخمها أو إصابتها بورم سرطاني كبير.
كيف تستعد لعملية استئصال الغدة الدرقية؟
تُجرى عملية استئصال الغدة الدرقية سواءً بالجراحة المفتوحة أو المنظار، وفي كلتا الحالتين يمكن الاستعداد للجراحة من خلال ما يلي:
- الخضوع لاختبارات تصوير، مثل الأشعة المقطعية (CT) أو الموجات فوق الصوتية للغدة الدرقية لتحديد موضع العلة تحديدًا بالغدة.
- أخذ عينة، عن طريق الشفط بإبرة دقيقة، في حالة الإصابة بعقيدات الغدة الدرقية؛ وذلك لتحديد إن كان هذا النمو حميدًا أم خبيثًا.
- تناول أدوية لتثبيط فرط إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
- تجنب التدخين قبل الجراحة.
- إخبار الطبيب بجميع الأدوية المستخدمة؛ لأن بعضها قد يطلب الطبيب إيقافه، مثل مميعات الدم (الأسبرين) فهي تزيد من خطر حدوث مضاعفات.
- الصيام عن الأكل والشرب لعدة ساعات قبل الجراحة.اطلعي ايضا علي اعراض الغدة الدرقية الخاملة
كيف يُجرى استئصال الغدة الدرقية بالمنظار؟
تُجرى عملية استئصال الغدة الدرقية عن طريق ما يلي:
- تلقي تخديرًا كليًا، ووضع أنبوب التنفس في حلقك.
- إجراء شقوق جراحية صغيرة في الرقبة.
- إدخال المنظار، وهو أنبوب مرن ورفيع مزود بكاميرا في نهايته في أحد الشقوق.
- إدخال الأدوات الجراحية من خلال الشقوق الأخرى.
- استئصال جزء أو كل الغدة الدرقية -اعتمادًا على سبب الجراحة-، وأخذ عينات من الغدد الليمفاوية القريبة؛ لفحصها بحثًا عن خلايا سرطانية.
- إغلاق الشقوق الجراحية بغزر ووضع درنقة لتصريف الدماء والسوائل المتجمعة.
كم تستغرق عملية الغدة الدرقية؟
يعتمد الوقت المستغرق في عملية الغدة الدرقية على نوعها، فقد يستغرق إزالة الغدة الدرقية بأكملها نحو 3- 4 ساعات، بينما يستغرق الأمر وقتًا أقل عند إزالة جزء منها فقط.
ماذا أتوقع بعد استئصال الغدة الدرقية؟
يتوقع ما يلي عقب استئصال الغدة الدرقية:
- وجود درنقة في الرقبة، ويُتوقع إزالتها في اليوم التالي للجراحة.
- معاناة آلام في الرقبة.
- خروج الصوت أجش وضعيف، بسبب التهيج الناجم عن وجود أنبوب التنفس في القصبة الهوائية.
- القدرة على تناول الطعام والشراب كالمعتاد.
- العودة إلى البيت في نفس يوم الجراحة، أو المكوث في المستشفى ليلة، اعتمادًا على نوع الجراحة.
- تجنب رفع الأشياء الثقيلة لمدة 10 أيام بعد الجراحة.
ما الآثار الجانبية المتوقعة لإزالة الغدة الدرقية؟
يعد نقص مستوى هرمونات الغدة الدرقية هو الأثر الجانبي الرئيسي عند إزالتها، لذا يجب تناول أقراص تعويضية لهرموناتها يوميًا مدى الحياة، وهي الأدوية التي تحتوي على مادة ليفوثيروكسين.
اقرأ أيضًا: استئصال أورام المرئ بالمنظار
هل عملية استئصال الغدة الدرقية آمنة؟
تعد عملية استئصال الغدة الدرقية آمنة خاصة إن أجريت بواسطة طبيب ذي كفاءة وخبرة، لكنها كأي إجراء جراحي قد تنطوي على بعض المضاعفات غير الشائعة، مثل:
- النزف، وقد يؤدي إلى ضيق تنفسي حاد.
- إصابة الأعصاب، وقد ينجم عنه بحة دائمة أو مؤقتة بالصوت.
- إتلاف الغدد جار الدرقية، وهي غدد تقع خلف الغدة الدرقية، ومسؤولة عن التحكم في مستويات الكالسيوم في الدم.
- انتشار الورم السرطاني إلى العقد الليمفاوية الموجودة في الرقبة.
- الاضطرار للخضوع لعملية جراحية أخرى.
ما نسبة نجاح عملية الغدة الدرقية؟
تمتاز عمليات الغدة الدرقية بأن نسب نجاحها مرتفعة، وتتخطى 96%، خاصة عن إجرائها تحت إشراف طبيب ذي كفاءة ومهارة.
لذا بإمكانك الخضوع لعملية استئصال الغدة الدرقية بالمنظار عند استشارة الدكتور عادل فتحي –أفضل دكتور لعلاج الأورام في مصر-، إذ يتمتع بخبرة ودراية أهلته كونه أستاذ جراحة الأورام والمناظير ونائب مدير مركز الأورام التابع لجامعة المنصورة وأيضًا عضو الجمعية الأوروبية لجراحة الأورام.