قد تخيب توقعات بعض السيدات بشأن عملية استئصال الأورام الليفية، خاصة إذا عانين اضطرابات الدورة الشهرية بعد استئصال الورم الليفي؛ فقد خضعن للعملية ويملأهن الأمل بانتهاء المعاناة مع الأعراض المزعجة واضطرابات الحيض، لتواجه بعضهن نفس الأعراض بعد العملية وتشعرن بأنها بلا جدوى!
فترى هل اضطرابات الدورة الشهرية بعد استئصال الورم أمرُ طبيعي؟ أم يدل على فشل العملية؟! هذا ما نناقشه تفصيلًا في فقرات هذا المقال.
هل اضطرابات الدورة الشهرية بعد استئصال الورم الليفي طبيعية؟
بالطبع تُعد اضطرابات الدورة الشهرية من الآثار الجانبية الشائعة والطبيعية لـ عملية استئصال الورم الليفي، إذ تعاني معظم السيدات من تغيرات عديدة في فترات الحيض يختلف حجمها حسب عدد الأروام الليفية وموقعها والتقنية المستخدمة في العملية، وما إذا تلقت السيدة بعض الأدوية لتقليص حجم هذه الأورام قبل العملية أم لا.
وقد تظهر هذه الاضطرابات في صور عدة نتناولها تفصيلًا فيما يلي:
أشكال اضطرابات الدورة الشهرية بعد استئصال الورم الليفي
تشمل أشهر الاضطرابات التي تعانيها السيدات في الدورة الشهرية بعد استئصال الورم الليفي ما يلي:
- تأخر الدورة الشهرية عن موعدها أو قدومها قبل موعدها بعدة أيام.
- اختلاف طول فترة الدورة الشهرية فقد تصبح أقصر أو أطول من السابق.
- تغير كمية النزيف، فعادة تعاني السيدات من نزيف غزيز في الدورات التالية للعملية مباشرة.
- اختلاف حدة الألم المصاحبة للدورة الشهرية فقد يكون أقوى أو أخف من السابق.
عادة ما تشبه هذه الاضطرابات أعراض الأورام الليفية في الرحم، لذلك قد تصاب السيدات بالإحباط بعد خضوعهن للعملية، ولكن وجب علينا طمأنتهم أن هذه الاضطرابات مؤقتة وأن الدورة الشهرية ستعود إلى طبيعتها وتتلاشى أعراض الأورام الليفية فور تعافي الرحم من العملية.
ولا شك أن هذه الاضطرابات ترتبط بأسباب وعوامل محددة تتعرض لها السيدات بعد عملية استئصال الورم الليفي.
أسباب اضطرابات الدورة الشهرية بعد استئصال الورم الليفي؟
ترتبط اضطرابات الدورة الشهرية بعد استئصال الورم الليفي بالأسباب الآتية:
- التئام الرحم وتعافيه من الجراحة، ولذلك قد يعجز عن القيام بوظائفه المعتادة خلال الدورة الشهرية، وبالتالي تصاب السيدات باضطرابات في موعد الدورة الشهرية أو كميتها.
- العامل النفسي، إذ يشكل الخضوع لأي نوع من أنواع الجراحة ضغطًا نفسيًا على جميع الأشخاص ولا سيما السيدات، وقد يُحدث هذا التوتر والضغط اضطرابات في الهرمونات المسؤولة عن تحفيز المبايض والرحم على العمل، وبالتالي تحدث اضطرابات الدورة الشهرية.
ورغم توعية الجراح السيدات باحتمالية حدوث هذه الاضطرابات وأسبابها بعد عملية استئصال الورم الليفي، يبقى السؤال الوحيد الذي يشغلهم خلال هذه المرحلة هو “متى تأتي الدورة بعد استئصال الورم الليفي؟”
متى تأتي الدورة بعد استئصال الورم الليفي؟
لا توجد إجابة قاطعة عن موعد قدوم الدورة الشهرية بعد استئصال الورم الليفي، إذ تستأنف بعض السيدات دورتهن الشهرية بعد العملية مباشرة بينما تعاني أخريات تأخر في الدورة الشهرية لدورة أو أكثر.
ولعل هذا الاختلاف ينجم عن اختلاف الوقت الذي يستغرقه الرحم في التعافي بين سيدة وأخرى وعدد الأورام الليفية وموقعها ونوع الإجراء الذي خضعت له كل سيدة، وطبيعة الأدوية التي تناولتها لإدارة أعراض الأورام الليفية في الرحم قبل العملية.
ولعل الالتزام ببعض التعليمات التي يوصي بها الجراح بعد العملية يسهم في تعافي الرحم سريعًا من العملية واستئناف الدورة الشهرية في موعدها المعتاد.
نصائح للتعافي سريعًا بعد عملية استئصال الورم الليفي
تشمل أهم التعليمات التي يوصي بها الجراح بعد عملية استئصال الورم الليفي ما يلي:
- الراحة وعدم بذل أي مجهود بدني شاق.
- تجنب حمل الأوزان الثقيلة.
- عدم استئناف العلاقة الزوجية إلا في الموعد الذي يوصي به الطبيب.
- الحفاظ على جروح العملية نظيفة وجافة.
- تناول الأدوية التي أوصى بها الطبيب دون إهمال خاصة المضادات الحيوية ومسكنات الألم ومضادات الالتهاب.
- تناول الأطعمة قليلة الدهون لتجنب التقلصات والانتفاخات.
- شرب كميات كافية من الماء لتجنب الإمساك والضغط على عضلات البطن، الذي قد يؤخر تعافي الجروح الداخلية والخارجية.
في نهاية حديثنا عن اضطرابات الدورة الشهرية بعد عملية استئصال الورم الليفي، نتمنى أن نكون وضحنا كافة التفاصيل التي تتساءل عنها كثير من السيدات ممن تمرن بنفس التجربة، وساهمنا في توعيتهن بأهمية النصائح التي يوصي بها الطبيب بعد الجراحة.
يمكنكم طرح مزيد من التساؤلات عن الأورام الليفية مثل متي يكون حجم الورم الليفي خطير؟” من خلال استشارة الدكتور عادل فتحي أستاذ جراحة الأورام والمناظير بمركز الأورام جامعة المنصورة.
للحجز والاستفسار تواصلوا معنا من خلال الأرقام الموضحة او من خلال الواتساب في موقعنا الإلكتروني.