تُصنف أورام الرحم -بناءًا على شراستها وقدرتها على الانتشار سريعًا- إلى حميدة وخبيثة، وبين هذه وتلك تشعر النساء بحيرة كبيرة حول الفرق بين الورم الليفي والسرطان في الرحم، إذ تتردد هذه المسميات على مسامعهن كثيرًا ، ولا يدرين أيهما أشد خطورة على حياتهن.
لذلك عزمنا على ذكر أهم الفروقات ما بين أورام الرحم الحميدة والخبيثة في مقالنا التالي، وذلك من حيث الفئات الأكثر عرضة للإصابة والأعراض وأساليب العلاج.
الفرق بين الورم الليفي والسرطان في الرحم | المرحلة العمرية الأكثر إصابة
قبل أن نتطرق للحديث تفصيلًا عن المراحل العمرية التي تظهر بها الأورام الليفية وسرطانات الرحم، دعونا نذكر نبذة مختصرة عن الفرق بينهما من حيث التعريف.
الأورام الليفية أورام حميدة تنمو من عضلات الرحم الملساء في صورة كتلة واحدة أو عدة كتل مختلفة الحجم، أما السرطانات فتنمو من بطانة الرحم أو عضلاته وتتسم خلايا السرطان بالشراسة وسرعة الانتشار إلى العقد الليمفاوية وخارج الرحم.
وبحسًّب تقديرات أطباء النساء والتوليد وجراحي الأورام فإن أورام الرحم الليفية تظهر بنسبة أكبر بين السيدات في عمر الخصوبة والإنجاب، وعادة تتراوح ما بين أواخر العشرينات والثلاثينات، بينما تظهر سرطانات الرحم بنسبة أكبر بين اللاتي بلغن سن اليأس أو مَن تتجاوز أعمارهن سن ال50 أو 60 عامًا.
ملحوظة: إيمانًا بمقولة أن لكل قاعدة شواذ، قد تظهر حالات فردية للإصابة بأورام الرحم الحميدة أو الخبيثة في غير المراحل العمرية التي ذكرناها سابقًا، وذلك بصورة نادرة.
الفرق بين الورم الليفي والسرطان في الرحم | الأعراض
قد تظهر أعراض كلا من الورم الليفي وسرطان الرحم متشابهة في البداية وعادة تتمثل في آلام الحوض الشديدة والرغبة الملحة في التبول والإمساك الشديد، وبزيادة حجم الأورام داخل الرحم تظهر بعض الفروقات الجوهرية بينهما.
أعراض أورام الرحم الليفية
تظهر أعراض أورام الرحم الليفية متمثلة في:
- تأخر الإنجاب أو الإجهاض المتكرر.
- غزارة النزيف خلال الدورة الشهرية.
- آلام شديدة في أثناء العلاقة الزوجية.
- انتفاخ البطن.
أعراض سرطان الرحم
أما عن أعراض سرطان الرحم فتشمل:
- نزيف شديد في غير موعد الدورة الشهرية أو بعد سن انقطاع الطمث.
- الشعور بالامتلاء ووجود كتلة في المهبل.
- فقدان الوزن غير المخطط له.
وقد يصعب على كثير من السيدات التفرقة بين هذه الأعراض في المنزل، لذلك نوصيكِ عزيزتي بضرورة طلب استشارة طبية فورية من متخصص عند ظهور أي من هذه الأعراض، وبدوره سوف يرشحك إلى مجموعة من الفحوصات التي تطمئنكِ على حالتكِ.
الفرق بين الورم الليفي والسرطان في الرحم | الخطورة
تُعد سرطانات الرحم أشد خطورة من الأورام الليفية، وذلك لأنها سريعة الانتشار وتستمر في غزو مزيد من الأنسجة السليمة في الجسم وتدميرها وبالتالي تشكل خطورة بالغة على حياة المريضة.
وعلى النقيض لا تُشكل الأورام الليفية أي خطورة على حياة المريضة، وتكمن مضارها فقط في تعريض السيدات لمخاطر الولادة المبكرة أو تأخر الحمل والإجهاض المتكرر، وجميعها أمور يمكن حلها سريعًا عند خضوع السيدة للعلاج المناسب.
الفرق بين الورم الليفي والسرطان في الرحم | العلاج
يشترك الورم الليفي وسرطان الرحم في أن علاجهما في المراحل الأولية له دور كبير في الحفاظ على حياة المريضة وصحتها الإنجابية فيما بعد.
أما عن أساليب العلاج، فيسلك الأطباء نهجًا مختلفًا تمامًا لعلاج هاتين الحالتين.
علاج أورام الرحم الليفية
تُعالج الأورام الليفية بثلاث طرق أساسية، أبرزها:
- المراقبة والانتظار، وذلك في الحالات التي لا تعاني أعراضًا ملحوظة وقد اكتُشف الورم لديهن بمحض الصدفة.
- العلاج الدوائي، وذلك في الحالات المصابة بأورام صغيرة الحجم، ويهدف العلاج حينئذ إلى تقليص حجم الأورام والحد من الأعراض الناتجة عنها.
- عملية استئصال الورم الليفي من الرحم، وتكون خيارًا مثاليًا بالنسبة للحالات التي تعاني نزيفًا شديدًا بسبب وجود أورام ليفية كبيرة الحجم، وعادة تُجرى بالمنظار الجراحي.
علاج سرطانات الرحم
ينطوي نهج علاج سرطانات الرحم على الإجراءات التالية:
- الجراحي، ويتمثل في استئصال الرحم بالمنظار أو الفتح الجراحي، وذلك للقضاء على مصدر الخلايا السرطانية وكبح انتشارها، وعادة تختلف تكلفة عملية استئصال الرحم بالمنظار عن الجراحة المفتوحة.
- الإشعاعي.
- الكيماوي.
- الهرموني أو الموجه.
الفرق بين الورم الليفي والسرطان في الرحم | القدرة على الإنجاب بعد العلاج
عادة ترتفع نسبة الحمل بعد استئصال الورم الليفي بالمنظار أو الفتح الجراحي، وذلك لأن العملية تخلصت تمامًا من الأنسجة التي كانت تُعيق انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم أو ثباتها داخله.
أما بالنسبة للقدرة على الإنجاب بعد علاج سرطان الرحم، فمع الأسف تنعدم هذه القدرة تمامًا لدى السيدات، بسبب استئصال الرحم الذي يُعد المأوى الوحيد للجنين خلال شهور الحمل.
وفي نهاية مقالنا عن الفرق بين الورم الليفي والسرطان في الرحم، نحيطكم علمًا بأن كافة الأورام التي تصيب الرحم تحدث دون أسباب واضحة، ولكن بعض العوامل من شأنها أن ترفع نسب الإصابة بأورام الرحم لدى بعض السيدات.
ويمكنكم معرفة المزيد عن هذه العوامل وأساليب الوقاية منها من خلال استشارة الأستاذ الدكتور عادل فتحي استشاري جراحة الأورام بمركز الأورام جامعة المنصورة.