سرطان الحالب

    يُعد سرطان الحالب من أنواع السرطانات النادرة التي تصيب الجهاز البولي، وينشأ في الأنسجة المبطنة للحالب -الأنبوب الذي ينقل البول من الكلى إلى المثانة- ويظهر عادة في كبار السن، خاصة لدى الرجال. تتطلب هذه الحالة التشخيص الدقيق والعلاج الفعّال، لأن تأخر التشخيص قد يؤدي إلى انتشار السرطان إلى مناطق أخرى من الجسم.

    في هذا المقال، سنسلط الضوء على أعراض سرطان الحالب، وكيفية تشخيصه وعلاجه، إضافة إلى كيفية تأثيره على الرجال بصورة خاصة.

      ما هو سرطان الحالب؟

      الحالب أنبوب رفيع ومجوف يحمل البول من الكلى إلى المثانة، ويبدأ سرطان الحالب في الخلايا المبطنة للجدار الداخلي له، وقد ينتشر إلى الأنسجة المحيطة. ينتمي هذا النوع من السرطانات إلى ما يُعرف بسرطان الخلايا الانتقالية، وهو نفس النوع الذي يظهر في المثانة.

      قد يُصيب سرطان الحالب الكلى أو المثانة في نفس الوقت، ويصنف بحسب مرحلته ومدى انتشار الخلايا السرطانية في الجسم، وننوه أنه كلما اكتُشف في مراحل مبكرة، زادت فرصة نجاح العلاج، لذلك يجب عدم التهاون عند ظهور الأعراض الآتي ذكرها.

      أعراض سرطان الحالب

      تظهر أعراض سرطان الحالب بصورة تدريجية، وقد تتشابه مع أعراض مشكلات أخرى في الجهاز البولي، ما يجعل التشخيص المبكر صعبًا في بعض الحالات. تشمل أعراض سرطان الحالب الشائعة:

      • وجود دم في البول (البيلة الدموية): يعد من أكثر الأعراض شيوعًا، إذ يظهر الدم في البول جليًا للعين أو من خلال الفحوصات المختبرية.
      • ألم في الجانبين أو الظهر: قد يشعر المريض بألم مستمر في الجانبين أو أسفل الظهر، وهو ناتج عن انسداد الحالب أو تمدد الأنسجة المحيطة به.
      • صعوبة في التبول: قد يعاني البعض صعوبة أو شعور بعدم الراحة في أثناء التبول، خاصة إذا كانت الأورام تُعيق تدفق البول.
      • فقدان الوزن والشهية: يُمكن أن يؤدي تطور السرطان إلى فقدان الشهية غير المبرر ونقص الوزن.
      • الإرهاق المستمر: يشعر المرضى بالإرهاق الشديد الذي لا يخف مع الراحة، ما قد يكون إشارة على انتشار الخلايا السرطانية في الجسم.

      سرطان الحالب عند الرجال

      يعد إصابة الرجال بسرطان الحالب أكثر انتشارًا مقارنةً بالنساء، ويُرجع العلماء هذا الأمر إلى عوامل متعددة، مثل انتشار عادة التدخين بينهم وتعرضهم بصورة أكبر للمواد الكيميائية الضارة في بيئة العمل، وتزيد احتمالية إصابتهم أيضًا إن كانوا يعانون بعض الأمراض المزمنة مثل التهاب المثانة المتكرر أو تاريخ مرضي للإصابة بسرطان المثانة.

      لذا ننصح الرجال الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الجهاز البولي، بضرورة الخضوع للفحوصات الدورية، خاصة بعد سن الخمسين للتأكد من سلامة جهازهم البولي.

      تعرف علي افضل لعلاج الاورام 

      طرق تشخيص سرطان الحالب

      يتطلب تشخيص سرطان الحالب مجموعة من الفحوصات الطبية التي تساعد في إيجاد الورم وتحديد موقعه وحجمه، وتتضمن هذه الفحوصات:

      • الفحص البدني: يفحص الطبيب منطقة البطن والجانبين للتحقق من وجود أي كتل غير طبيعية.
      • تحليل البول: يكشف عن وجود خلايا غير طبيعية أو دم في البول.
      • التصوير بالأشعة المقطعية (CT): يساعد في كشف الأورام وتحديد مدى انتشار السرطان إلى الأعضاء المجاورة.
      • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يُستخدم للحصول على صور مفصلة للحالب والأنسجة المحيطة به.
      • تنظير المثانة: يُدخل الطبيب أنبوباً رفيعاً مع كاميرا إلى المثانة والحالب للكشف عن أي تشوهات أو أورام.

      علاج سرطان الحالب

      يعتمد علاج سرطان الحالب على حجم الورم ومرحلته ومدى انتشاره. تشمل خيارات العلاج:

      • الجراحة: تعد الحل الرئيسي لعلاج سرطان الحالب، عن طريق استئصال الورم وفي بعض الحالات قد يتطلب الأمر استئصال جزء من الحالب أو الكلية.
      • العلاج الكيميائي: يستخدم في الحالات التي ينتشر فيها السرطان إلى مناطق أخرى من الجسم، بهدف قتل الخلايا السرطانية ومنع انتشارها.
      • العلاج المناعي: يعزز جهاز المناعة لمهاجمة الخلايا السرطانية، وقد يكون خيارًا فعالاً لبعض المرضى.
      • العلاج الإشعاعي: يُستخدم أحيانًا لتقليص حجم الورم قبل الجراحة أو بعد استئصال الورم لضمان عدم عودة الخلايا السرطانية.

      نصائح للمصابين بسرطان الحالب

      إليك بعض النصائح التي ستساعد في جعل العلاج أكثر فاعلية وتحسن كثيرًا فرص الشفاء:

      • الالتزام بخطة العلاج: يجب على المريض الالتزام بجميع مواعيد العلاج والفحوصات الدورية التي يوصي بها الطبيب.
      • اتباع نظام غذائي صحي: تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن يساعد على دعم الجسم خلال العلاج ويقلل من الآثار الجانبية للعلاج.
      • الإقلاع عن التدخين: التدخين يفاقم حالة المرض ويزيد من احتمالية تطور السرطان، لذا يجب التوقف عنه فور التشخيص.
      • التحلي بالإيجابية والدعم النفسي: الدعم النفسي من العائلة والأصدقاء يلعب دوراً كبيراً في تحسين الحالة النفسية للمريض وتعزيز استجابته للعلاج.

      في النهاية، تتوقف فرصة علاج الأورام الخبيثة مثل سرطان الحالب بنسبة كبيرة على التشخيص المبكر للحالة، ومن هنا تأتي أهمية الفحوصات الدورية، خصوصًا إذا كان المريض يعاني أي أعراض متعلقة بالمثانة مهما بدت بسيطة، أو إذا كان المريض لديه تاريخ عائلي من الإصابة بمشكلات المثانة.

      ويمكنكم طرح مزيد من الاستفسارات عن سرطان الحالب من خلال حجز موعد مع الدكتور عادل فتحي -أستاذ جراحـة الأورام والمناظير بمركز الأورام جامعة المنصورة-.

      للحجز والاستفسار تواصلوا معنا من خلال الأرقام الموضحة او من خلال الواتساب في موقعنا الإلكتروني.

      لا تتكاسل عن استشارة الطبيب

      يُسهم الكشف المبكر في رفع نسب نجاح مختلف التدخلات الجراحية، لذا لا تتأخر في استشارة الطبيب المختص وإجراء الفحوصات اللازمة استعدادًا للجراحة.