من الاعتقادات الراسخة لدى الكثير من الناس أن التدخين السبب الأساسي لسرطان الرئة فقط! لكنه من أكثر العوامل التي تحفز نشاط الخلايا السرطانية في الجسم بوجه عام، وبصفة خاصة الخلايا السرطانية في المثانة، مما يجعل المدخنين أكثر عُرضة للعديد من المشكلات الصحية الخطيرة التي تهدد سلامتهم وحياتهم.
نناقش في فقرات مقالنا اليوم مزيد من التفاصيل حول التدخين وسرطان المثانة، وكيف يزيد من معدلات الإصابة به، كما نشير إلى عوامل الخطورة الأخرى، فتابع معنا.
التدخين من أبرز العوامل التي تُنشط سرطان المثانة
يُنشط التدخين نحو 50% من أنواع السرطانات التي تصيب المثانة، ما يضع المدخنين في خطورة بالغة، ليس هذا فقط فالبقاء فترات طويلة مع المدخنين واستنشاق دخان السجائر (التدخين السلبي) لا يقل خطورة عن التدخين، إضافة إلى استخدام السجائر الإلكترونية.
والسبب وراء ذلك أن دخان السجائر يحتوى على 7000 مادة كميائية أو أكثر، وبحسب ما أكدته الدراسات أن 70 مادة من بينهم تُسبب السرطان، وتلك المواد الكميائية الضارة يمتصها الجسم عن طريق الدم وتأخذ مسارها الطبيعي لتصل إلى الكليتين ليتخلص منها الجسم عن طريق البول.
وعادةً ما يتجمع البول في المثانة لبضع ساعات قبل إخراجه، وحينها تؤثر هذه المواد الضارة في الخلايا المبطنة للمثانة وتسبب تلفها أو نموها بصورة غير طبيعية، وخصوصًا حين تتجمع بتركيزات عالية، وبمرور الوقت تنشط الخلايا السرطانية في المثانة.
عوامل خطورة أخرى تُسبب سرطان المثانة
إضافةً إلى التدخين، تزيد بعض العوامل الأخرى من فرص الإصابة بسرطان المثانة، مثل:
- التعرض المستمر للإشعاعات الضارة.
- العلاج الكيماوي.
- التعامل مع المواد الكيميائية الضارة بصورة مستمرة، خصوصًا الأفراد التي تفرض عليهم مهنتهم ذلك، كما الحال في صناعة الجلود والمطاط والدهانات وغيرهم.
- الإصابة بأمراض المثانة بصورة متكررة، مثل الحصوات أو العدوى.
وجدير بالذكر أن نوضح أن سرطان المثانة من أكثر أنواع السرطانات التي تصيب الرجال تحديدًا، ويرجع ذلك إلى طبيعة عملهم التي تجعلهم أكثر عرضة للمواد الكيميائية، وأيضًا زيادة معدلات التدخين بينهم مقارنةً بالنساء.
علاوة على ذلك يعد السن أحد العوامل المرتبطة بزيادة معدلات الإصابة، إذ أن غالبية الحالات المشخصة بسرطان المثانة يتجاوز عمرها 55 عامًا، وذلك لا ينفي أنها قد تظهر في أي سن.
اطلع علي اعراض اورام المثانة الحميدة
هل سرطان المثانة خطير ويسبب الوفاة؟
نعم، يُعد سرطان المثانة خطيرًا في حال إهمال علاجه، إذ قد ينتشر إلى باقي أعضاء الجسم ويتسبب في مضاعفات صحية خطيرة تودي بالحياة.
بينما اكتشافه في مراحله المبكرة وتلقي العلاج المناسب، يسهم بدرجة كبيرة في القضاء على الخلايا السرطانية والحفاظ على حياة المريض، وجدير بالذكر أن استئصال ورم المثانة بالمنظار قد حقق معدلات هائلة في زيادة نسب التعافي، كما ساعد المرضى على تلافي العديد من المضاعفات.
ألم يأن أن تقلع عن التدخين حفاظًا على صحتك!
استكمالًا لحديثنا عن سرطان المثانة، نذكرك أن صحتك أمانة ولا تُفرط فيها، والآن بعدما علمت أن التدخين السبب الأساسي للإصابة بالسرطان وخصوصًا سرطان المثانة؛ فقد حان الوقت لاتخاذ قرارك بالإقلاع عنه.
ويوجد العديد من الأدوية المصرح بها لتساعدك في اتخاذ قرارك، ولا تنسَ أنك بذلك تحافظ على صحتك وكذلك صحة أفراد أسرتك.
أمراض عديدة تتشابه مع سرطان المثانة
لعل أعراض سرطان المثانة تتشابه مع العديد من الأمراض الأخرى التي قد تصيب الجهاز البولي، لعل أبرزها:
- التهاب المثانة.
- حصوات الكلى.
- التهاب البروستاتا.
وتنحصر تلك الأعراض فيما يلي:
- بول مدمم.
- ألم في أثناء التبول.
- الحاجة إلى التبول باستمرار.
- تنقيط البول، وصعوبة في إفراغ المثانة.
ويُعد نزول الدم في البول من الأعراض التحذيرية التي تتطلب الزيارة الطبية على الفور، وذلك من أجل تلقي الفحوصات اللازمة ومعرفة إذا ما كانت الأعراض السابقة تنم عن الإصابة بسرطان المثانة أو حالات صحية أخرى.
ولا تنسَ أن التشخيص المبكر يساعدك كثيرًا في رحلة العلاج، ويجنبك عديدًا من أورام المثانة الخبيثة، ويحافظ على سلامتك.
وفي ختام مقالنا عن سرطان المثانة يمكن القول أن الحفاظ على نمط حياة صحي، والابتعاد عن التدخين يقلل من خطورة الإصابة بها بدرجة كبيرة.
وينبغي ألا نغفل عن الاستشارة الطبية في حال ملاحظة أي أعراض غريبة قد تطرأ عليك، يمكنك الآن حجز استشارتك مع الدكتور عادل فتحي – أستاذ جراحة الأورام بمستشفى الأورام جامعة المنصورة – من خلال الأقام الموضحة أدناه بالموقع الإلكتروني.