“تُرى ما هو علاج تليف الرحم المناسب لحالتي؟”… وفقًا لمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية، فهذا هو السؤال الذي يراود ما يقارب 75% من النساء على مستوى العالم، إذ يمكن لأورام الرحم الليفية أن تحول دون تحقيق حلم الأمومة، وقد لا تكتفي بذلك، بل يمكنها أن تشكل خطرًا على صحة ما يصل إلى 25% من النسبة المذكورة.
لذا نتناول في هذا المقال الحديث بالتفصيل عن طرق علاج تليف الرحم المختلفة، لكن بعد أن نتطرق إلى توضيح بعض المفاهيم حول هذه المشكلة.
ما معنى تليف الرحم؟
قبل أن نوضح أساليب علاج تليف الرحم، دعينا نوضح لكِ معنى تليف الرحم أولًا، إذ يُقصد به نمو خلايا غير طبيعية بين ألياف الطبقة العضلية من نسيج الرحم بصورة متسارعة للغاية -خصوصًا في مرحلة الخصوبة والإنجاب-؛ ما يتسبب في البداية في تكوّن كتل صغيرة غير مصحوبة بأي علامات تدل على وجودها على جدار الرحم، ثم يزداد حجمها في صمت إلى أن تُفاجأ السيدة بظهور أعراض أورام الرحم الليفية.
والجدير بذكره في هذا السياق، وبعكس المفهوم الشائع لدى الكثيرات اللاتي يفزعن لمجرد سماع تشخيصهن بهذا النوع من “الأورام” فإن تليف الرحم عبارة عن أورام ليفية حميدة عادةً ما تُكتشف بالصدفة في مراحلها الأولية، ونادرًا ما تتحول إلى خبيثة؛ ومن ثم لا داعي أبدًا للقلق بشأنها في ظل تنوع الوسائل العلاجية التي تساعد في التخلص من هذه المشكلة بسهولة.
إليكِ أهم طرق علاج تليف الرحم
يرى المتخصصون أنه لا حاجة للتدخل الطبي إذا كان:
- حجم الورم لم يتجاوز 4 سنتيمترات.
- لم تنتشر تكتلاته إلى تجويف الرحم.
- لا يتسبب في ظهور أي أعراض ولا يعيق حدوث الحمل.
ويُفضل حينئذٍ الاكتفاء بالمتابعة الدورية بين الحين والآخر -كل 3 إلى 6 أشهر- والخضوع لفحص الرحم بالسونار للاطمئنان على استقرار الوضع على ما هو عليه والتأكد من عدم زيادة حجم الكتل أو انتشارها في أماكن أخرى من الرحم.
من المهم ايضا لكي ان تقرائي هل تليف الرحم يمنع الحمل ؟
أما إذا وصل الورم إلى تجويف الرحم؛ فقد يتسبب في الضغط على الأنسجة المحيطة به وبالتالي ظهور أعراض مزعجة؛ ما يتطلب تلقي العلاج المناسب، والذي قد يشمل الخيارات التالية:
الأدوية
قد يصف الطبيب بدايةً مجموعة من الأدوية للسيطرة على المضاعفات الناجمة عن الأورام الليفية ما لم يكن هناك ضرورة طبية لاستئصالها جراحيًا، ومنها:
- العلاجات الهرمونية، مثل حبوب منع الحمل أو اللولب الهرموني، وذلك بهدف تقليل مستويات هرمون الإستروجين بالدم، والذي يعد أحد أبرز العوامل المساهمة في تكوّن الأورام الليفية، ومن ثم التخفيف من حدة الأعراض.
- مضادات الالتهاب، وعادةً ما توصف للاستخدام خلال أيام الدورة الشهرية.
- الأدوية التي تمنع تكون أوعية دموية جديدة في الأورام الليفية؛ لتقليل الإمداد الدموي بها؛ ومن ثم يتقلص حجمها على المدى الطويل.
الجراحة التقليدية
تمثل الجراحة المفتوحة الخيار العلاجي المناسب متى يكون حجم الورم الليفي خطير، كما هو الحال مع الأورام التي تشكّل ضغطًا شديدًا على الأعضاء المحيطة، ومنها المثانة والحالبين أو المستقيم بسبب كثرة عددها وكِبَر حجمها الذي قد يصل إلى 15 سنتيمترًا أو أكثر.
إذن، ماذا عن الأورام الليفية المتوسطة؟ هل يمكن التخلص من الورم الليفي بدون جراحة مفتوحة في هذه الحالة؟ هذا ما نوضحه بالتفصيل في الفقرة القادمة.
هل يمكن التخلص من الورم الليفي بدون جراحة مفتوحة؟
نعم، يمكن علاج أورام الرحم الليفية دون الخضوع للجراحة التقليدية في حالة كانت الأورام:
- موجودة داخل تجويف الرحم فقط.
- كثيرة العدد لكنها في الوقت ذاته صغيرة أو متوسطة الحجم.
وتُجرى عملية استئصال الورم الليفي بإحدى التقنيات الجراحية طفيفة أو محدودة التدخل، ومنها:
علاج التليف الرحمي بالمنظار
يعد علاج التليف الرحمي بالمنظار التقنية الأشهر والأكثر تطبيقًا في هذا الصدد، وفيها يستأصل الطبيب الأورام الليفية دون الحاجة لعمل شقوق جراحية كبيرة بعكس الحال في الجراحة التقليدية؛ ما يقي المريضة من مخاطر عديدة على رأسها النزيف والعدوى.
لكن لا نُخفيكِ سرًا، قد لا يكون علاج التليف الرحمي بالمنظار خيارًا مناسبًا لبعض الحالات، ومنها:
- الأورام الليفية الكبيرة أو العميقة التي يصعب الوصول إليها بالمنظار.
- التغيرات التي قد تطرأ على الورم نفسه.
- الخضوع لجراحات سابقة.
القسطرة الشريانية
وفيها يُدخل الطبيب قسطرة مخصصة إلى مواضع الورم ثم يحقن فيها نوع من الحبيبات متناهية الصغر؛ بهدف سد الأوعية الدموية المغذية للأورام لقطع الإمداد الدموي عنها؛ ومن ثم ضمورها تدريجيًا.
ونظرًا لتعدد الخيارات العلاجية، لعلكِ تتساءلين الآن بشأن أفضل علاج لتليف الرحم، أليس كذلك؟
ما أفضل علاج لتليف الرحم؟
يظل أفضل علاج لتليف الرحم دائمًا هو العلاج الذي يناسب حالة كل مريضة على حدة، والذي يعتمد تحديده على الخضوع للتشخيص الدقيق على يد أفضل دكتور لعلاج تليف الرحم.
وبذكر ضرورة مراعاة الدقة في تشخيص أورام الرحم الليفية والمهارة في وضع خطة العلاج المناسبة لكل حالة على حدة، نرشح لك التواصل مع دكتور عادل فتحي -أستاذ جراحة الأورام والمناظير ونائب مركز الأورام بكلية الطب جامعة المنصورة- فهو يملك من الخبرة ما يمكنه من مساعدتك في التخلص من هذه المشكلة بأمان تام.
للحجز والاستفسار تواصلوا معنا من خلال الأرقام الموضحة او من خلال الواتساب في موقعنا الإلكتروني.