سرطان البروستاتا هو من أكثر أنواع السرطان انتشارًا بين الرجال، ويحدث عندما تبدأ خلايا غدة البروستاتا في النمو بشكل غير طبيعي، وعلى الرغم من اختلاف أسباب سرطان البروستاتا، إلا أن الاهتمام الرئيسي للمريض يتركز دائمًا حول كيفية العلاج والشفاء.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل طرق علاج سرطان البروستاتا لكن بعد أن نتطرق بالحديث إلى مراحله المختلفة وما هي الخيارات المتاحة للمرضى الذين يتساءلون هل يمكن الشفاء من سرطان البروستاتا المتقدم؟
المراحل المختلفة لسرطان البروستاتا
قبل أن نُفصّل طرق علاج سرطان البروستاتا، لا بد أن نفهم أولًا المراحل المختلفة لهذا المرض، إذ يقسم المتخصصون سرطان البروستاتا بناءًا على مدى انتشار الخلايا السرطانية إلى أربع مراحل رئيسية، هي:
- المرحلة الأولى
يكون السرطان في هذه المرحلة محصورًا داخل البروستاتا ولم ينتشر إلى أي جزء آخر.
- المرحلة الثانية
وفيها تصير الخلايا السرطانية أكبر أو أكثر شراسة لكن مكانها مازال مقتصرًا على البروستاتا فقط.
- المرحلة الثالثة
يبدأ السرطان في هذه المرحلة في الانتشار ليصل إلى الأنسجة المحيطة بالبروستاتا.
- المرحلة الرابعة
ينتشر السرطان إلى مناطق بعيدة عن الجهاز التناسلي، مثل العظام أو الأعضاء الأخرى.
وتتنوع طرق العلاج المتاحة وفقًا للمرحلة التي اكتشف فيها الطبيب وجود السرطان ومدى انتشاره.
خيارات علاج سرطان البروستاتا المبكر
عندما يتأكد تشخيص الإصابة بـ سرطان البروستاتا في مراحله المبكرة (المرحلة الأولى والثانية)، يكون العلاج أكثر فعالية وغالبًا ما يتضمن خيارات علاجية بسيطة، وتشمل:
المراقبة ومتابعة الحالة
في بعض الحالات، قد لا يحتاج سرطان البروستاتا إلى تدخل فوري، خاصةً إذا كان بطيء النمو وغير مهدِّد لحياة المريض، فيكتفي الطبيب عادةً بمراقبة تطور السرطان والتأكد من استقرار الحالة من خلال الاطلاع على ما يخضع له المريض من فحوصات دورية، ومن ثم يتدخل حال ظهور أي تغيرات تستدعي ذلك.
الجراحة (استئصال البروستاتا الجذري)
تُعد الجراحة خيارًا رئيسيًا في علاج سرطان البروستاتا المبكر، والذي يهدف لاستئصال البروستاتا بالكامل، خصوصًا إذا كان السرطان لا يزال محصورًا بها؛ ما يعني أن التدخل الجراحي هو الحل الجذري للسيطرة على السرطان والحد من انتشاره.
وتُجرى عملية استئصال البروستاتا بإحدى تقنيتين يختار من بينهما الطبيب ما يوافق رؤيته الطبية، وهما:
- الجراحة المفتوحة (التقليدية).
- استئصال البروستاتا بالمنظار.
العلاج الإشعاعي
يهدف العلاج الإشعاعي إلى تدمير الخلايا السرطانية مباشرًا، ويمكن استخدامه كعلاج مستقل أو الاستعانة به بجانب الجراحة.
وهناك نوعان من العلاج الإشعاعي، هما:
- الإشعاع الخارجي، وفيه تُسلّط الأشعة على البروستاتا من خارج الجسم.
- الإشعاع الداخلي أو المعالجة بالتكثيف، ويُجرى عن طريق حقن مواد مشعة مباشرة داخل البروستاتا لتدمير الخلايا السرطانية مع الحفاظ على نظيرتها السليمة.
علاج سرطان البروستاتا المتقدم (المرحلة الثالثة والرابعة)
مع تقدم المرض ووصول السرطان إلى المراحل الثالثة والرابعة، يصير العلاج أكثر تعقيدًا؛ إذ يتطلب غالبًا الجمع بين عدة وسائل علاجية للسيطرة على انتشاره والتخفيف من أعراض سرطان البروستاتا، وهذا ما نستعرضه تفصيلًا في الفقرات القادمة.
علاج سرطان البروستات المرحلة الثالثة
في المرحلة الثالثة، يكون السرطان قد انتشر إلى الأنسجة المحيطة بالبروستاتا، مما يجعل مهمة العلاج تحديًا شاقًا نوعًا ما، وتتضمن خيارات العلاج الرئيسية الآتي:
-
العلاج الإشعاعي مع الهرموني
غالبًا ما يجمع الطبيب بين الوسيلتين في المرحلة الثالثة؛ إذ يعمل العلاج الهرموني على تقليل مستوى هرمون التستوستيرون الذي يغذي السرطان ومن ثم يحد من نموه، بينما يساعد الإشعاع في تدمير الخلايا السرطانية الموجودة بالفعل.
-
العلاج الهرموني فقط
إذا كان انتشار السرطان لا يزال محدودًا نوعًا، فقد يصف الطبيب العلاج الهرموني فقط، لكن ذلك لا يعني كونه العلاج النهائي في مثل هذه الحالات.
علاج سرطان البروستات المرحلة الرابعة
عندما يصل سرطان البروستاتا إلى المرحلة الرابعة، فهذا يعني انتشاره إلى مناطق بعيدة في الجسم، مثل العظام أو العقد الليمفاوية، ويركز العلاج في هذه المرحلة بشكل أساسي على تخفيف الأعراض والحفاظ على حياة المريض،
ومن طرق العلاج المتبعة في هذه المرحلة:
-
العلاج الهرموني
يعد التدخل الهرموني خيارًا أساسيًا في المرحلة الرابعة من سرطان البروستاتا؛ لتثبيط نمو الورم قدر الإمكان.
وفي بعض الأحيان قد يوصف العلاج بالكيماوي إلى جانب الهرموني لزيادة الفعالية.
-
العلاج الكيميائي
يُطبق العلاج الكيميائي في الحالات المتقدمة للقضاء على الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم في حال عدم الاستجابة للعلاج الهرموني.
-
العلاج المناعي
تمثل العلاجات المناعية خيارًا جديدًا نسبيًا لمرضى سرطان البروستاتا المتقدم، فهي تحفز الجهاز المناعي للجسم لمهاجمة الخلايا السرطانية.
لكن ما زال هذا النوع من العلاج تحت الاختبار ويستخدم فقط في حالات محدودة.
-
العلاج بالأدوية
يصف الطبيب أدوية معينة تستهدف الجينات أو البروتينات المرتبطة بنمو السرطان بصورة مباشرة.
هل يمكن الشفاء من سرطان البروستاتا المتقدم؟
نعم، يمكن لبعض مرضى سرطان البروستاتا المتقدم تحقيق تحسن ملحوظ بفضل العلاجات الحديثة، مثل العلاج الهرموني والإشعاعي والكيميائي، وأحياناً العلاج المناعي. هذه الخيارات تساعد على تقليص حجم الأورام وإبطاء نموها، مما يعزز من جودة الحياة ويزيد فرص البقاء، رغم أن الشفاء التام يظل نادراً.
وخلاصة القول بشأن علاج سرطان البروستاتا في مراحله المختلفة عبارة عن فترة مليئة بالتحديات، لكن التقدم الطبي قد ساهم في توفير العديد من الخيارات التي يمكنها أن تحيي الأمل في نفوس المرضى من جديد.
للمزيد من المعلومات حول الخيارات العلاجية المتاحة، لا تتردد في التواصل مع الدكتور عادل فتحي -أستاذ دكتور جراحة الأورام والمناظيرـ لتحصل على المشورة الطبية المناسبة لحالتك.
للحجز والاستفسار تواصلوا معنا من خلال الأرقام الموضحة او من خلال الواتساب في موقعنا الإلكتروني.