إنه لأمر مقلق حين يخبرك الطبيب بإصابتك بسرطان الخصية، ومن ثم تراودك الأفكار عن كيفية التعامل مع هذا المرض وسُبل العلاج التي تناسب حالتك، وقد يكون من الجيد معرفة أن سرطان الخصية من أنواع السرطانات التي تتميز بارتفاع معدلات الشفاء، خاصة عند اكتشافه في مراحل مبكرة، وتتنوع أساليب علاجه وتتكامل فيما بينها لتقديم أفضل خطة علاجية ممكنة للمرضى.
لذا سنستعرض بالتفصيل في هذا المقال أبرز سُبل علاج سرطان الخصية، مع تقديم بعض النصائح لتخطي هذه الفترة بسلام.
سُبل علاج سرطان الخصية
تعتمد الخطة العلاجية لسرطان الخصية على عدة عوامل منها: نوع السرطان ومرحلة انتشاره والحالة الصحية العامة للمريض، ومن ثم ينطوي علاج سرطان الخصية على ما يلي:
الاستئصال الجراحي للخصية
إذا لم ينتشر السرطان خارج الخصية، حينئذ تعد الجراحة هي الخطوة الأولى والأساسية في العلاج، ويُسمى هذا الإجراء باستئصال الخصية الجذري الإربي، وفيه يصنع الطبيب شقًا في المنطقة الأربية ثم يسحب الخصية المصابة بالورم بأكملها من خلال هذا الشق ويزيلها، ولا تستغرق هذه العملية وقتًا طويلًا وتُجرى تحت تأثير التخدير العام.
استئصال الغدد الليمفاوية المجاورة
إذا كان سرطان الخصية قد انتشر إلى الغدد الليمفاوية المجاورة، فقد يوصي الطبيب بإجراء جراحة إضافية تُسمى استئصال العقد الليمفاوية خلف الصفاق، وهي عملية أكثر تعقيدًا من استئصال الخصية وتتطلب طبيبًا جراحًا متخصصًا، والهدف من هذا الإجراء هو منع انتشار السرطان لباقي الجسم.
العلاج الكيماوي
يستخدم العلاج الكيماوي أدوية قوية تهاجم الخلايا السرطانية وتدمرها، ويُعد هذا النوع من العلاج فعّالًا للغاية في علاج سرطان الخصية، خاصةً في الحالات التي يكون فيها السرطان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويُعطى العلاج الكيماوي عن طريق الوريد، ويُمكن أيضًا أن يُستخدم بصورة منفردة كبروتوكول علاجي أو مع الجراحة (سواء قبلها أو بعدها).
العلاج الإشعاعي
يستخدم العلاج الإشعاعي حزمًا من الطاقة عالية التركيز مثل: الأشعة السينية لقتل الخلايا السرطانية، ويُوجه الإشعاع بدقة إلى العقد الليمفاوية المصابة في البطن أو الحوض، وبالرغم من أن العلاج الكيماوي هو الأكثر شيوعًا لعلاج سرطان الخصية، فالعلاج الإشعاعي قد يكون هو الأنسب في بعض الحالات، خاصةً عند علاج أنواع محددة من سرطان الخصية، مثل الأورام المنوية التي تكون حساسة للإشعاع.
العلاج المناعي
على الرغم أنه ليس من الأساليب الأساسية في علاج سرطان الخصية في الوقت الحالي، فهو يمثل أحد أكثر مجالات البحث العلمي، والهدف منه تحفيز الجهاز المناعي للمريض ليتعرف على الخلايا السرطانية ويهاجمها، وذلك على عكس العلاج الكيماوي الذي يهاجم الخلايا سريعة الانقسام بصورة عامة.
ومن ثم نجد أن العلاج المناعي يستهدف الخلايا السرطانية بدقة أكبر، ومع ذلك لا تزال الأبحاث جارية لاستكشاف فعالية العلاج المناعي في حالات معينة من سرطان الخصية، خاصةً الأورام التي لا تستجيب للعلاج الكيماوي التقليدي أو في حالات السرطان المنتشر.
نصائح لتجاوز مرحلة علاج سرطان الخصية بسلام
بالإضافة إلى السير على الخطة العلاجية التي يضعها الطبيب، توجد مجموعة من النصائح المهمة التي تساعد على تجاوز مرحلة العلاج بنجاح أكبر، وتشمل ما يلي:
- الاهتمام بالتغذية الصحية والمتوازنة، فذلك يساهم في تعزيز جهاز المناعة ومنح الجسم الطاقة اللازمة لمقاومة الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي والإشعاعي.
- التوقف عن التدخين تمامًا.
- عدم التردد في طلب الدعم النفسي سواء من العائلة والأصدقاء، فالحديث عن مشاعرك مع أحد المقربين يجعلك تشعر بأنك لست وحدك مما يخفف من حدة التوتر والقلق.
- الحفاظ على النشاط البدني الخفيف قدر الإمكان مثل: المشي، وذلك لتحسين الحالة المزاجية والحد من الشعور بالإرهاق.
- التحلي بالصبر والتفاؤل هما أساس نجاح الخطة العلاجية، فالحالة النفسية للمريض لها دور كبير في نجاح العلاج.
أخيرًا،
بفضل تعدد سُبل علاج سرطان الخصية المتاحة، أصبحت معدلات الشفاء من المرض مرتفعة للغاية، لا سيما في المراحل المبكرة، ومن ثم تكون نصيحتنا في صدد هذا الأمر هي الذهاب إلى طبيب أمراض ذكورة في حال ملاحظة أي تغيير يطرأ على الخصية، للتشخيص والبدء في العلاج الفوري في حال كانت الإصابة بسرطان الخصية أمرًا مؤكدًا لا قدر الله.