متى يكون حجم الورم الليفي خطير

الأورام الليفية في الرحم مشكلة شائعة بين النساء، إذ تشير الدراسات إلى أن نحو 70-80% من النساء سيصيبهن بالورم الليفي في مرحلة ما من حياتهن! لكن هل جميعها على نفس القدر من الخطورة؟ وما الخيارات العلاجية التي يوصي بها الطبيب؟

تابعي القراءة لمعرفة أعراض الأورام الليفية في الرحم، ومتى يكون حجم الورم الليفي خطير.

ما هو الورم الليفي في الرحم؟

قبل توضيح متى يكون حجم الورم الليفي خطير سنشير في بداية الأمر إلى ما هي الأورام الليفية في الرحم، وهي نوع من الأورام غير السرطانية التي تتشكل داخل عضلة الرحم أو على سطحه، وتعد من أكثر الأورام الحميدة شيوعًا لدى النساء، خاصة في سنوات الخصوبة والإنجاب.

ويتراوح حجم هذه الأورام من حجم صغير جدًا يكاد لا يُرى بالعين المجردة، إلى أحجام كبيرة جدًا قد تتسبب في تضخم الرحم، ما قد يؤثر في شكل البطن ويؤدي إلى ظهور أعراض الورم الليفي.

وقد يظهر الورم الليفي ككتلة واحدة أو عدة كتل، ويمكن أن يتطور في أماكن مختلفة داخل الرحم، مثل جدار الرحم الداخلي، أو في الطبقة الخارجية للرحم، أو حتى متدليًا إلى تجويف الرحم.

وعلى الأرجح تتساءل السيدات ” متى يكون حجم الورم الليفي خطير ؟” عندما تُصاب هي أو إحدى نساء عائلتها به، كونه قد ينتشر بين العائلات ومع التقدم بالعمر.

حجم الورم الليفي الطبيعي

يختلف حجم الورم الليفي من شخص لآخر، ولكن حجم الورم الليفي الطبيعي له يتراوح عادة بين بضعة مليمترات إلى حوالي 5 سنتيمترات. في هذه الحالة، لا يشكل الورم الليفي عادة خطرًا على الصحة ولا يتسبب في أعراض شديدة. الورم الليفي الذي يقل حجمه عن 5 سم يُعتبر عادة غير مؤذٍ وقد لا يتطلب أي تدخل طبي ما لم يكن يسبب أعراضًا مثل النزيف أو الألم. مراقبة حجم الورم الليفي الطبيعي ضرورية لضمان عدم تطوره إلى حالة قد تتطلب العلاج.

متى يكون حجم الورم الليفي خطير؟

رغم كون الأورام الليفية في الرحم ليست مهددة للحياة، إلا أنها قد تشكل خطرًا على صحة المرأة، وتُقييم شدة خطورة الورم تبعًا لحجمه وموقعه، وتأثيره على الصحة العامة للمريضة. إليك إجابة “متى يكون حجم الورم الليفي خطير”:

1-النزيف الحاد والمستمر

أحد أكثر المضاعفات المرتبطة بالأورام الليفية الكبيرة خطورة هو النزف الحاد والمستمر، خاصةً خلال الدورة الشهرية، إذ حينما يكبر الورم الليفي في الحجم يزيد من سمك بطانة الرحم، ومن ثم يحدث نزف غزير يزداد معه خطر الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد.

وقد تشير هذه الأعراض إلى معاناة نزف حاد، ومن ثم ضرورة استشارة الطبيب:

  • تغيير الفوطة الصحية كل ساعة.
  • نزف يستمر لفترة طويلة بعد انتهاء الدورة الشهرية.
  • ظهور علامات الإصابة بفقر الدم مثل التعب، والدوار، وضيق التنفس.

2-الضغط على الأعضاء المجاورة

بالإجابة عن سؤال ” متى يكون حجم الورم الليفي خطير ؟” فكلما زاد حجم الورم الليفي، زاد احتمالية تأثيره على الأعضاء المجاورة داخل الحوض ومن ثم زاد خطره، وهذا قد يؤدي إلى ظهور أعراض مختلفة، تختلف شدتها حسب العضو المتأثر:

  • المثانة: إذا ضغط الورم الليفي على المثانة، قد يؤدي ذلك إلى زيادة التبول، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يسبب انسدادًا جزئيًا أو كليًا في مجرى البول، مما قد يؤدي إلى احتباس البول وهذه حالة طبية طارئة.
  • الأمعاء: الضغط على الأمعاء يمكن أن يسبب الإمساك المزمن أو الشعور بالامتلاء، حتى بعد تناول وجبة صغيرة، وفي بعض الحالات النادرة قد يسبب الورم الليفي انسدادًا معويًا.
  • الحالب: يمكن أن يؤدي الورم الليفي الكبير إلى الضغط على الحالبين، ما يمنع تدفق البول من الكلى إلى المثانة، وهذا الضغط قد يؤدي إلى تضخم الكلى، وهي حالة خطيرة تتطلب تدخلاً طبيًا فوريًا لتجنب تلف الكلى.

 

3-التأثير في الخصوبة والحمل

تصبح الأورام الليفية مصدرًا كبيرًا للقلق حينما تتعلق بالخصوبة والحمل، إذ أن الأورام التي تنمو داخل تجويف الرحم أو تضغط على بطانة الرحم يمكن أن تؤثر بصورة كبيرة في الخصوبة وتزيد من خطر المضاعفات في أثناء الحمل أو الإجهاض.

4-النمو السريع للورم الليفي

عادة ما تنمو الأورام الليفية ببطء، ولكن في بعض الحالات النادرة، يمكن أن ينمو الورم بسرعة كبيرة، وهذا النمو السريع قد يكون علامة على وجود مشكلة خطيرة، مثل تحوّل الورم الليفي إلى نوع نادر من الأورام السرطانية، لذا استشيري الطبيب فورًا إن لاحظتِ الأعراض الآتية:

  • زيادة ملحوظة في حجم البطن خلال فترة قصيرة.
  • ألم حاد ومفاجئ في منطقة الحوض.
  • شعور بالضغط أو الامتلاء المفاجئ في منطقة البطن.

5-ألم شديد ومستمر

الألم هو أحد الأعراض التي قد تشير إلى أن حجم الورم الليفي أصبح خطيرًا، ففي الحالات التي يكون فيها الورم الليفي كبيرًا ويضغط على الأعصاب أو الأعضاء المجاورة، قد تشعر المرأة بألم حاد ومستمر في منطقة الحوض أو الظهر، مثل الآلام في أثناء الدورة الشهرية أو الجماع.

وإن كان الورم الليفي كبيرًا بما يكفي ليضغط على الأعصاب الحوضية، يمكن أن يمتد الألم إلى أسفل الظهر والساقين.

اطلعي علي  أعراض الورم الليفي

هل الورم الليفي يكبر بسرعة ؟

السؤال ” هل الورم الليفي يكبر بسرعة ؟” يُطرح كثيرًا، والإجابة عادة لا. فالورم الليفي ينمو ببطء على مدار سنوات. ومع ذلك، قد يكبر بسرعة في حالات خاصة، مثل خلال الحمل أو مع زيادة مستويات هرمون الاستروجين، مما يستدعي المتابعة الطبية.

ما الخيارات العلاجية للأورام الليفية تبعًا لخطورتها؟

يعتمد علاج الورم الليفي على عدة عوامل مثل:

  • حجم الورم الليفي وموقعه.
  • الأعراض التي يسببها.
  • رغبة المرأة في الحفاظ على خصوبتها.
  • سن المرأة.

أما الخيارات العلاجية المتاحة فهي عديدة، وتعتمد على مدى خطورة حالة السيدة:

المراقبة والانتظار

وذلك في حالة الأورام الصغيرة التي لا تسبب أعراضًا، إذ قد يوصي الطبيب بمراقبة الحالة بمرور الوقت دون التدخل الفوري.

الأدوية

يمكن استخدام بعض الأدوية لتخفيف الأعراض، أو لتقليص حجم الورم بصورة مؤقتة، وتشمل هذه الأدوية:

  • الأدوية التي تعمل على تقليل إنتاج الإستروجين والبروجستيرون، ما يؤدي إلى تقليص حجم الأورام الليفية، ولكن هذه الأدوية لا تستخدم لفترات طويلة بسبب آثارها الجانبية.
  • وسائل منع الحمل الهرمونية، إذ قد تساعد في تنظيم الدورة الشهرية وتقليل النزف الحيضي الغزير.
  • الأدوية المضادة للهرمونات، وهي أدوية قد تساعد في تقليص حجم الورم وتخفيف الأعراض.

العمليات الجراحية

ففي حالات الإصابة بالورم الليفي الأكثر خطورة، قد يوصي الطبيب بالخضوع لإحدى الجراحات الآتية لاستئصال الورم:

  • استئصال الورم الليفي فقط: إذ يزال الورم الليفي فقط مع الحفاظ على الرحم، ما يجعل نسبة الحمل بعد استئصال الورم الليفي مرتفعة.
  • استئصال الرحم بالكامل: ففي الحالات الشديدة، قد يكون من الضروري إزالة الرحم بالكامل، ما يقضي على إمكانية الحمل في المستقبل، وقد تنطوي هذه الجراحة على.
  • إجراءات طفيفة التوغل: مثل تدمير الأورام باستخدام الموجات فوق الصوتية المركزة أو حقن المواد التي تسبب تقلص الورم، وهي إجراءات تُجرى بواسطة الأشعة التداخلية وتقلل من الحاجة إلى إجراء جراحة كبرى.

اقرأي أيضًا: تكلفة عملية إزالة الورم الليفي بالمنظار، مخاطر استئصال الورم الليفي من الرحم.

وفي الأخير بعد الإجابة عن “متى يكون حجم الورم الليفي خطير”، ننصحكِ باستشارة الدكتور عادل فتحي –أفضل دكتور لعلاج الأورام في مصر– إن كنت تعانين الإصابة بالأورام الليفية، وذلك لخبرته واسعة، وكونه -أستاذ جراحة الأورام والمناظير ونائب مدير مركز الأورام التابع لجامعة المنصورة-.

لا تتكاسل عن استشارة الطبيب

يُسهم الكشف المبكر في رفع نسب نجاح مختلف التدخلات الجراحية، لذا لا تتأخر في استشارة الطبيب المختص وإجراء الفحوصات اللازمة استعدادًا للجراحة.