رغم كون البنكرياس أحد أعضاء الجسم الهامة، إلا أن هناك بعد الأمراض التي تصيبه فتحتّم استئصاله؛ للنجاة من المضاعفات الخطيرة التي قد تنجم عن إصابته فيما بعد، مثل التهاب البنكرياس المزمن أو سرطان البنكرياس.
وتتطلب جراحة استئصال البنكرياس خبرة كبيرة وتحضيرًا دقيقًا قبلها؛ حتى يحيا بعدها المريض حياة طبيعية بلا منغصات المرض.
تابع القراءة لمعرفة نسبة نجاح عملية استئصال البنكرياس والعوامل التي تؤثر فيها، وهل عملية استئصال البنكرياس خطيرة أم لا.
كيف تُقاس نسبة نجاح عملية استئصال البنكرياس؟
تقاس نسبة نجاح عملية استئصال البنكرياس -أو أي عملية جراحية- بناء على عدة عوامل، منها:
- معدل بقاء المرضى بعدها على قيد الحياة لعدة سنوات.
- الشفاء التام من الأعراض التي كان يعانيها المريض واختفائها.
- قدرة المريض على العودة إلى ممارسة حياته الطبيعية بعدها دون معاناة مضاعفات خطيرة تعجزه عن ذلك.
نسبة نجاح عملية استئصال البنكرياس ليست واحدة
تتفاوت نسبة نجاح عملية استئصال البنكرياس من فرد لآخر، اعتمادًا على عدة عوامل منها:
نوع جراحة استئصال البنكرياس
يوجد نوعان من جراحات استئصال البنكرياس، هما:
- استئصال جزئي للبنكرياس: ويستأصل فيه الطبيب جزءًا فقط من البنكرياس ويترك الجزء المتبقي ليستمر في ممارسة وظائفه، وتعد نسبة النجاح في هذه الحالة مرتفعة.
- استئصال كلي للبنكرياس: تعد هذه الجراحة أكثر تعقيدًا وتتطلب مراقبة طبية دقيقة بعدها، وعادة ما يصاب المريض بالسكري ويبدأ في استخدام الإنسولين، بالإضافة إلى عدة أدوية أخرى؛ لتعويض الإنزيمات المفرزة من البنكرياس، وتنخفض نسب نجاحها قليلًا عن الاستئصال الجزئي.
الحالة الصحية العامة للمريض
كلما كان المريض يتمتع بصحة عامة جيدة تصير فرص نجاح جراحة استئصال البنكرياس أعلى، أما المرضى ذوو الأمراض المزمنة أو ضعاف الصحة، فقد لا يكون لديهم قدرة على تحمل الجراحة والتعافي السريع منها، ومن ثم تصبح نسب النجاح لديهم أقل.
دواعي استئصال البنكرياس
بالإجابة على “هل عملية استئصال البنكرياس خطيرة؟” فتكون خطيرة إن كانت دواعي استئصال البنكرياس هي الإصابة بورم خبيث في مراحله الأخيرة، إذ تصبح نسب النجاح منخفضة، أما إن كان الورم حميدًا وفي مراحله الأولي تصبح نسبة النجاح أعلى.
ما نسبة نجاح عملية استئصال البنكرياس؟
تختلف نسبة نجاح عملية استئصال البنكرياس بناء على عدة عوامل مثلما ذكرنا، وقد وجدت إحدى الدراسات أن نسب البقاء على قيد الحياة لمدة عام عقب جراحة استئصال كلي للبنكرياس كانت نحو 80%، ونحو 72% بعد عامين، أما بعد 3 أعوام فقد أصبحت 65%.
كيف أرفع معدلات نجاح عملية استئصال البنكرياس؟
مثلما ذكرنا فإن هناك عوامل تتحكم في نسب نجاح عملية استئصال البنكرياس وهذه العوامل لا يمكن تغييرها، ولحسن الحظ يوجد عوامل أخرى قد تحسّن من نسب النجاح المتوقعة، ومنها:
- التحضير الجيد للجراحة وإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من مدى تحمّل المريض للعملية.
- خبرة الطبيب الجرّاح، لذا ينبغي اختيار طبيب ذو كفاءة ومهارة ولديه خبرة في إجراء جراحات استئصال البنكرياس؛ لزيادة فرص النجاح وخفض نسب حدوث المضاعفات.
- المتابعة الطبية بعد الجراحة واتباع إرشادات الطبيب بدقة؛ إذ يساهم هذا في تحسين نتائج الجراحة كثيرًا.
كيف تؤثر المضاعفات المحتملة في معدلات نجاح جراحة استئصال البنكرياس؟
قد تحدث بعض المضاعفات في أثناء الجراحة تخفض من نسب النجاح المتوقعة، مثل:
- النزيف.
- العدوى.
- التجلط دموي.
أما بعد استئصال البنكرياس فقد تحدث بعض الآثار الجانبية، مثل:
- عدم تحرك الأمعاء لبضعة أيام.
- إفراغ سريع للطعام بالمعدة.
- فقدان الوزن، بسبب تغير العادات الغذائية وطريقة حركة الجهاز الهضمي.
- الإرهاق الشديد.
أما عن المضاعفات طويلة المدى فقد تشمل:
- الإصابة بالسكري، إن أزيلت جميع الخلايا المفرزة للإنسولين.
- قصور البنكرياس بعد الاستئصال الجزئي له، وعدم قدرته على إنتاج ما يكفي من الإنزيمات، لذا يصاب المريض بعسر الهضم وسوء الامتصاص.
- ضعف المناعة، وذلك إن أُزيل الطحال أيضًا.
- الإصابة بالكبد الدهني بسبب تخزين الدهون بصورة مفرطة في الكبد؛ نتيجة حدوث تغيرات في هضم الطعام.
وأخيرًا، إن كنت تخشى الخضوع لجراحة استئصال البنكرياس، وتتسائل عن نسبة النجاح المتوقعة لحالتك، فتستطيع الاعتماد على الدكتور عادل فتحي، أستاذ جراحة الأورام والمناظير ونائب مدير مركز الأورام التابع لجامعة المنصورة، وأيضًا عضو الجمعية الأوروبية لجراحة الأورام.