يُعدّ سرطان المعدة أحد الأورام الخبيثة التي تنمو داخل بطانة المعدة، وغالبًا ما يتطوّر ببطء دون أن يُكتشف في مراحله المبكرة؛ إذ نادرًا ما يُظهر أعراضًا واضحة.
ويُصنّف سرطان المعدة ضمن أكثر أنواع السرطان شيوعًا، ويختلف معدل انتشاره من دولة لأخرى، وفقًا للعوامل الوراثية، والعادات الغذائية، ومستوى الرعاية الصحية.
في هذا المقال، نعرض أبرز أعراض سرطان المعدة، ونوضّح طبيعة ما يشعر به المريض، ونتحدث عن مدى ارتباط سرطان المعدة بالوفاة في حال تأخر التشخيص أو العلاج.
أعراض سرطان المعدة في المراحل المبكرة
قد لا يُظهر سرطان المعدة في بداياته أعراضًا واضحة، ما يؤدي إلى تأخير التشخيص؛ إذ تُفسَّر العلامات الأولية على أنها مجرد مشكلات هضمية عابرة، مثل الحموضة أو عسر الهضم، ولكن هناك مؤشرات تستدعي الانتباه، خاصةً إذا استمرت لأكثر من أسبوعين، ومن أبرز أعراض سرطان المعدة في مراحله الأولى:
- عسر هضم متكرّر أو إحساس بالحرقة في المعدة دون سبب واضح.
- الانتفاخ بعد تناول كمية قليلة من الطعام.
- غثيان مستمر أو رغبة متكررة في التقيؤ.
- فقدان الشهية، أو النفور المفاجئ من بعض الأطعمة، خاصةً اللحوم.
- ألم خفيف أو متقطع في أعلى البطن، يُشبه أحيانًا ألم القرحة أو سوء الهضم.
- تعب عام وضعف في الجسم، مصحوبًا بفقدان غير مبرر في الوزن.
ورغم أن هذه العلامات لا تعني بالضرورة الإصابة بسرطان المعدة، فإن إهمالها قد يكون خطرًا حقيقيًا، خاصةً لمن لديهم عوامل خطر للإصابة بالسرطان مثل الإصابة المزمنة بالبكتيريا الحلزونية أو وجود تاريخ عائلي للمرض.
أعراض سرطان المعدة في المراحل المتقدمة
مع تقدّم سرطان المعدة وانتشاره، تصبح الأعراض أكثر وضوحًا وحدّة، وتشمل هذه الأعراض:
- ألم مستمر وشديد في البطن لا يتحسّن مع الأدوية.
- صعوبة أو ألم عند البلع، خاصةً مع تناول الأطعمة الصلبة أو الجافة.
- تقيؤ متكرر، أحيانًا مصحوب بدم.
- وجود دم في البراز أو تحول لونه إلى الأسود، ما يدل على نزف في الجهاز الهضمي.
- فقدان سريع وملحوظ في الوزن دون مبرر.
- إرهاق دائم وشعور عام بالضعف نتيجة فقر الدم أو سوء الامتصاص الغذائي.
- تورّم في البطن نتيجة تراكم السوائل في الحالات المتقدمة جدًا.
وهنا يتساءل الكثيرون: “بماذا يشعر مريض سرطان المعدة؟”
غالبًا ما يعاني المريض انزعاجًا ناتجًا عن الألم المزمن والشعور الدائم بالامتلاء أو الغثيان، إلى جانب الإرهاق النفسي الناتج عن فقدان الشهية، وفقدان الوزن السريع، والعجز عن ممارسة الأنشطة اليومية البسيطة، كما قد يشعر بعدم ارتياح دائم أو توتر مستمر في منطقة البطن، ما يؤثر سلبًا في جودة حياته.
وبما أن هذه الأعراض قد تتداخل مع أمراض هضمية أخرى، فإن الوصول إلى تشخيص دقيق يتطلّب فحوصات طبية دقيقة مثل المنظار الهضمي، وتحاليل الدم، والتصوير المقطعي، لتحديد طبيعة المرض ومرحلته بدقة.
هل سرطان المعدة يؤدي إلى الموت؟
تعتمد الإجابة عن هذا السؤال على ظهور أعراض سرطان المعدة، ومرحلة اكتشاف المرض ومدى انتشاره وقت التشخيص، فغالبًا ما تكون نسبة الشفاء أعلى بكثير لدى المرضى الذين يُشخَّص لديهم الورم قبل أن ينتقل خارج المعدة، أما إذا اُكتُشِف بعد وصوله إلى أعضاء أخرى مثل الكبد أو الرئتين، فتنخفض هذه النسبة كثيرًا.
ومع ذلك، فإن الإصابة بسرطان المعدة لا تعني بالضرورة نهاية حتمية، فالتقدّم الطبي أتاح خيارات علاجية متعدّدة يمكن أن تغيّر مجرى المرض، ومنها:
- الجراحة لاستئصال أورام المعدة بالمنظار.
- علاج سرطان المعدة باستخدام العلاج الكيميائي والإشعاعي لتقليص حجم الورم ومنع انتشاره.
- العلاج المناعي لتحفيز الجهاز المناعي في بعض الحالات المتقدّمة.
كما أن الدعم النفسي، والتغذية الجيدة، والمتابعة الطبية المنتظمة يمكن أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في تحسين جودة الحياة، حتى في المراحل المتأخرة من المرض.
ختامًا ..
قد تبدو أعراض سرطان المعدة في بدايتها بسيطة، لكنها قد تُخفي خلفها مرضًا خبيثًا ينمو بهدوء، لذا لا تتجاهل أي تغيّر مفاجئ أو غير معتاد في صحتك الهضمية، خاصةً إذا استمرّت الأعراض أو تكرّرت دون سبب واضح.
وتذكّر أن الكشف المبكر لا يُنقذ الحياة فقط، بل يمنح فرصة حقيقية للعلاج، وإذا شعرت بأي من الأعراض التي ناقشناها، فلا تتردد في التواصل واستشارة الدكتور عادل فتحي.