الطحال هو عضو بحجم قبضة اليد تقريبًا يقع أسفل القفص الصدري الأيسر بالقرب من المعدة، ويُعد جزءًا مهمًا من جهاز المناعة في الجسم ووظيفته هي تصفية الدم من خلايا الدم القديمة ومكافحة العدوى عند المرض.
وفي حالات معينة قد يضطر الطبيب إلى استئصال ذلك العضو، وحينها قد يكون أكثر سؤال يشغل بال المريض: “هل ينمو الطحال بعد استئصاله؟” لذا سنجيب عن هذا السؤال تفصيليًا خلال مقالنا اليوم.
هل ينمو الطحال بعد استئصاله؟
في حالة إصابة الطحال وتمزقه، أو تضخمه المُصحوب بالألم، يضطر الطبيب إلى استئصاله عبر التدخل الجراحي لإنقاذ حياة المريض. وبعد عملية الاستئصال، لا ينمو الطحال مرة أخرى لكونه لا يمتلك القدرة على التجدد.
وعلى الرغم من ذلك، يعتقد البعض أنّ أنسجة الطحال تتجدد بعد الاستئصال وتؤدي وظائفها، ولكن هذا الاعتقاد مغلوط، فوجود أنسجة طحالية بعد العملية يُعد حالة نادرة، ولا يعني أن الطحال قد تجدد.
وتشمل الحالات النادرة التي تظهر فيها أنسجة طحالية في الجسم بعد عملية استئصال الطحال بالمنظار:
امتلاك طحال إضافي (Accessory Spleen)
ما يقرب من 10-30% من الأشخاص يمتلكون طحالًا ثانيًا أو ما يُعرف بالطحال الإضافي، وهو كتل صغيرة من الأنسجة الطحالية توجد -عادةً- بالقرب من الطحال الرئيسي، وقد تكون موجودة أيضًا في أماكن أخرى بالبطن.
وغالبًا ما يكون حجم تلك الأنسجة صغيرًا، ولا تُكتشف إلا صدفة بعد استئصال الطحال الرئيسي، وهي تنمو ببطء مع مرور الوقت، لكنها لا تصل إلى حجم الطحال الرئيسي، ولا تُعوضّ وظيفته بصورة كاملة.
الانغراس الطحالي (Splenosis)
إذا تمزق الطحال نتيجة إصابة شديدة، حينها قد تتناثر أجزاء صغيرة من الأنسجة الطحالية في تجويف البطن، ويمكن أن تلتصق هذه الأجزاء بأعضاء أخرى، وحينئذ تسمى “الانغراس الطحالي”.
وتنمو تلك الأنسجة مع مرور الوقت مؤديةً بعض وظائف الطحال الرئيسية، لكن فاعليتها المناعية تظل محدودة مقارنة بالطحال الكامل السليم.
الحياة بعد استئصال الطحال
يمكن أن يعيش الإنسان بصورة طبيعية بعد استئصال الطحال، فعلى الرغم من أن الطحال لا ينمو مرة أخرى، فإن الكبد -وغيره من أعضاء الجسم- يتولى عديدًا من وظائفه، كتنقية الدم من السموم والفضلات وإنتاج البروتينات المناعية.
ومع ذلك فإن استئصال الطحال يزيد كثيرًا من خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية التي تُسبب الالتهاب الرئوي الحاد أو التهاب السحايا، وغيرها من الالتهابات الخطيرة.
ولتجنب هذه المخاطر يتوجب على الأشخاص الذين خضعوا لعملية استئصال الطحال اتخاذ احتياطات خاصة واتباع تعليمات الطبيب، بما في ذلك:
الحصول على التطعيمات
يُنصح بحصول المرضى على لقاحات مضادة لبعض أنواع البكتيريا قبل أسبوعين تقريبًا من جراحة استئصال الطحال، أو بعد أسبوعين -تقريبًا- في حال كانت الجراحة الطارئة وأجريت للمريض دون تخطيط مُسبَق.
تناول المضادات الحيوية الوقائية
يوصي الأطباء بتناول مضادات حيوية وقائية، خاصة في السنوات الأولى بعد الجراحة أو قبل الخضوع لإجراءات طبية معينة.
وغالبًا ما يحتاج الأطفال الذين استُؤصِل طحالهم إلى تناول المضادات الحيوية تحت إشراف طبي فترة زمنية أطول مقارنة بالأشخاص البالغين، للوقاية من الإصابة بالعدوى البكتيرية، مع ضرورة المتابعة الدورية مع الطبيب المُعالج.
الوعي بعلامات العدوى
يجب على المريض أن يكون على دراية بعلامات العدوى مثل الحمى والقشعريرة والتهاب الحلق، لكي يتوجه فورًا للطبيب عند ظهور أي منها.
الخلاصة..
الإجابة المباشرة لسؤال “هل ينمو الطحال بعد استئصاله؟” هي لا، إذ أنه بمجرد استئصال الطحال كاملًا، لا يمكن أن يتجدد مرة أخرى.
ورغم احتمالية وجود طحال إضافي، أو حدوث انغراس طحالي بعد الاستئصال، فذلك لا يُعَوِّض الوظيفة المناعية الحيوية التي كان يؤديها الطحال المُستأصل.
وعليه، من الضروري أن يتبع الأشخاص الذين خضعوا لعملية استئصال الطحال كافة الاحتياطات اللازمة للوقاية من العدوى.