يتسلل القلق إلى نفوس مرضى سرطان البنكرياس عند تشخيصهم في المراحل المتأخرة، ومع بداية رحلة العلاج عادة ما يسعى ذويهم إلى بث الأمل والتفاؤل في نفوسهم لتجاوز تلك المحنة، لذلك يستمرون في التساؤل “هل يشفى مريض سرطان البنكرياس؟”
وفي هذا الصدد خصصنا مقالنا التالي للإجابة بالتفصيل عن هذا السؤال مشيرين إلى أبرز العوامل التي تؤثر في الشفاء من سرطان البنكرياس، فتابعوا القراءة.
هل يشفى مريض سرطان البنكرياس؟
قد يحظى البعض بفرصة الشفاء من سرطان البنكرياس، بينما لا ينجح آخرون في ذلك، إذ يتحكم في أمر الشفاء مجموعة من العوامل وهي:
- المرحلة التي شُخص فيها المرض.
- نوع الورم ومكانه في البنكرياس.
- معدل انتشار الخلايا السرطانية في الجسم.
- الخطة العلاجية المُتبعة ومدى استجابة الخلايا السرطانية لها.
- الحالة الصحية العامة للمريض.
اعتمادًا على هذه العوامل، وُجد أن معدلات الشفاء من سرطان البنكرياس ترتفع للغاية عند اكتشافه في المراحل المبكرة وعلاجه بواسطة الاستئصال الجراحي، بينما تنخفض معدلات الشفاء في المراحل المتقدمة التي ينتشر فيها الورم إلى الأعضاء المجاورة.
ومن المؤسف أن معظم الحالات تُكتشف في المراحل المتأخرة لأن سرطان البنكرياس لا يصاحبه أعراض في بداية الإصابة، بل مع زيادة حجم الورم وضغطه على الأعضاء المجاورة تبدأ أعراض سرطان البنكرياس في الظهور. ولا يعني حديثنا أن العلاج في المراحل المتقدمة من المرض بلا فائدة، لكن قد يستغرق وقت أطول وخيارات عديدة للسيطرة على الورم والحد من انتشاره.
ما أفضل علاج للشفاء من سرطان البنكرياس؟
يطرح مرضى سرطان البنكرياس أسئلة عدة بعد تشخيصهم بالمرض للاستعداد لرحلة العلاج من بينها، “ما أفضل علاج للتخلص منه نهائيًا؟” و”هل سرطان البنكرياس خطير؟”
دعونا نوضح لكم أنه من الصعب تفضيل وسيلة علاجية بعينها عن الأخرى في جميع الحالات، فالقرار يرجع إلى الطبيب المعالج، الذي يرسم خطة العلاج بناءًا على نتائج الفحوصات والتحاليل التي توضح حالة المريض. وبصورة عامة تُعالج المراحل المبكرة من سرطان البنكرياس بالجراحة أولًا لاستئصال الورم، ثم يتبعها أساليب العلاج التكميلية التي تهدف إلى القضاء على أي خلايا سرطانية أخرى سواء في البنكرياس أو خارجه، مثل:
- العلاج الكيماوي.
- العلاج الإشعاعي.
- العلاج المناعي.
- العلاج الموجه.
غالبًا ما تُتبع هذه الأساليب في الحالات الآتية:
- قبل الجراحة؛ لتقليص حجم الورم.
- بعد التدخل الجراحي، للقضاء على الخلايا السرطانية التي لم يتمكن الطبيب من إزالتها جراحيًا.
- في حال تركز الورم في البنكرياس فقط ووجود موانع من إزالته جراحيًا.
واستكمالًا لإجابة سؤال “هل يشفى مريض سرطان البنكرياس؟” يجدر بنا الإشارة أن الشفاء التام من سرطان البنكرياس لا يتحقق بالانتهاء من خطة العلاج فقط، فعلى الرغم من التخلص من الخلايا السرطانية بالجسم، قد تظهر مرة أخرى بعد سنوات؛ لذا نوصيكم بضرورة المتابعة الدورية لدى طبيب الأورام، إذ يسهم الكشف المبكر في رفع نسب الشفاء من المرض.
هل يمكن رفع نسبة الشفاء من سرطان البنكرياس؟
أشرنا أعلاه بأن التدخل الجراحي لاستئصال الورم يزيد من معدلات الشفاء، إضافة إلى ذلك توجد بعض النصائح التي من شأنها تقليل احتمالية الإصابة مرة أخرى، ألا وهي:
- اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، للوقاية من السمنة وتأثيرها في وظيفة البنكرياس.
- مراقبة مستويات سكر الدم بانتظام خاصة لدى مرضى السكري من النوع الثاني، لأنهم أكثر عرضة للإصابة بسرطان البنكرياس.
- الامتناع عن التدخين.
- المتابعة الدورية لدى طبيب الأورام عند وجود تاريخ عائلي بالإصابة بسرطان البنكرياس.
إلى هنا نصل إلى ختام مقالنا الذي اهتم بالجواب عن سؤال “هل يشفى مريض سرطان البنكرياس؟” إذا لديكم أي استفسارات أخرى لا تترددوا في التواصل مع الدكتور عادل فتحي -أستاذ جراحة الأورام والمناظير بمركز الأورام بالمنصورة- من خلال الأرقام الموضحة أدناه بالموقع الإلكتروني.